شاع الحديث في الآونة الأخيرة عن عملية ربط عنق الرحم وكأنها قد أصبحت هي طوق النجاة في حالة الحمل بأكثر من جنين أو في حال تكرار الإجهاض، بل إن الكثير من النساء الحوامل يطلبن من الطبيب أن يقوم بعملية ربط عنق الرحم للحفاظ على الجنين حتى نهاية الحمل مع هواجس ومخاوف من الولادة المبكرة والتي تؤدي إلى مضاعفات عند الجنين وتقلل من فرص نجاته، بحسب سيدتي.

لا تعرف الكثير من النساء الحوامل أن هناك ضوابط وشروطاً معينة للقيام بخطوة ربط عنق الرحم. وفيما يجب أن تعرف الحامل هذه الشروط فقد التقت' سيدتي وطفلك' وفي حديث خاص بها باستشارية النساء والولادة الدكتورة لميس عبد العاطي، حيث أشارت إلى أنه ما بين الخرافة والحقيقة يتردد التساؤل بين الحوامل وهو هل يجب ربط عنق الرحم في حال الحمل بتوأم وما هي الحالات التي تستوجب فعلياً القيام بخطوة ربط عنق الرحم في الآتي:

ما المقصود بعملية ربط عنق الرحم؟

اعلمي أن عملية ربط عنق الرحم هي عبارة عن إجراء جراحي بسيط يتم فيه تضييق عنق الرحم عن طريق الخياطة من أجل البقاء على الرحم مغلقاً لمنع حدوث الإجهاض قبل إتمام شهور الحمل أو منع الولادة المبكرة في الشهور الأخيرة من أجل سلامة الجنين وعدم حفظه في الحضانة الصناعية.

لاحظي أن إجراء ربط عنق الرحم الجراحي يتم في حالات محدودة ونتيجة لعدة أسباب قد ترتبط بتكوين عنق الرحم عند المرأة وهو التكوين الخلقي ويتم إزالة هذه الخياطة في الوقت المناسب من أجل تسهيل الولادة الطبيعية، ولا يعني إجراء ربط عنق الرحم أن الولادة الطبيعية سوف تصبح مستحيلة فهذا اعتقاد خاطيء تماماً.

الحالات التي يتم فيها اللجوء إلى إجراء عملية ربط الرحم

الحفاظ على الحمل

اعلمي أنه يتم اللجوء إلى عملية ربط عنق الرحم في حال إصابة الحامل بما يعرف بحالة قصور عنق الرحم وهي حالة خلقية وليست مرضية، أي حين يكون عنق الرحم قصيراً أو ضعيفاً.

لاحظي أنه في حال تعرضك سابقاً للإجهاض المبكر أو الولادة المبكرة فقد اكتشف الأطباء أن السبب هو ضعف عنق الرحم أو قصره، فيجب أن تخضعي لإجراء ربط عنق الرحم للحفاظ على الحمل حتى تتم شهور الحمل بسلام.

توقعي أن يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية ربط وخياطة عنق الرحم، في حال اكتشاف أن لديك مشكلة في عنق الرحم وتكوينه ما بين الأسبوع الرابع عشر والأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، أما بعد هذه المدة من أسابيع الحمل فلا يمكن إجراء هذه الخطوة ويصبح الخطر قائماً لانتهاء الحمل، ولذلك فمن الضروري المتابعة مع الطبيب والخضوع إلى الفحص السريري والفحص من خلال التصوير بالسونار منذ بداية الحمل.

ما هي خطوات إجراء عملية ربط عنق الرحم؟

اعلمي أن الخطوة الأولى هي تجهيز المرأة الحامل صحياً ونفسياً وفحص تاريخها المرضي من أجل تحديد نوعية التخدير الذي سوف تخضع له، وغالباً ما يكون التخدير موضعياً في كثير من الحالات.

لاحظي أن الخطوة التالية لعملية ربط عنق الرحم هي استخدام أداة خاصة للوصول إلى عنق الرحم ثم استخدام خيط جراحي قوي وغير قابل للامتصاص والذوبان لكي يلتف حول عنق الرحم ولا ينزلق أو يتسع.

اهتمي بالخضوع للمراقبة من قبل طبيبك بعد إجراء هذه العملية البسيطة بعد إزالة الأدوات الجراحية من جسمك، وكذلك التأكد من عدم وجود نزف دموي لو كان بسيطاً لأن النزف الدموي يكون منذراً بالإجهاض، وقد يظهر لدى الحامل بعض الحمى والشعور بالقشعريرة ويقدم لها الطبيب خافضاً للحرارة ومضاداً حيوياً مناسباً.

العلاقة بين ربط عنق الرحم والحمل بتوأم

حامل بتوأم

اعلمي أنه لا يوجد على الإطلاق أية علاقة بين عملية ربط عنق الرحم والحمل بتوأم على الإطلاق، لأن حالة الحمل بتوأم قد تمر من دون أي مشاكل أو مضاعفات في حال أن المرأة الحامل كانت تمتلك تكيساً خلقياً قوياً بالنسبة لعنق الرحم لأن ذلك يعني المحافظة على أكثر من جنين داخل الرحم حتى نهاية فترة الحمل.

لاحظي أن وجود أكثر من جنين داخل رحمك لا يعني على الإطلاق رفع فرص الإجهاض أو حدوث توسع في عنق الرحم مثلاً، بل على العكس يجب على الحامل في حال وجود أكثر من جنين في رحمها أن تمارس حياتها بشكل طبيعي وتقوم بكل الأنشطة اليومية ما لم تحدث لديها أي أعراض منذرة بالخطر، مثل النزف الدموي وتقلصات البطن المتسارعة والمتواصلة.

معلومات مهمة عن الحمل بأكثر من جنين

لاحظي أن النسبة الطبيعية والمعتادة لحدوث الحمل بأكثر من جنين بين الحوامل حول العالم تعد نسبة بسيطة، والمقصود بمصطلح المعدل الطبيعي أن يحدث الحمل لدى المرأة بتوأم من دون خضوعها لعلاج هرموني مثلاً أو أي علاج أو تقنية أخرى، حيث إن نسبة حدوث الحمل المتعدد وبدون عوامل مساعدة قد تصل إلى 1.5% فقط.

اعلمي أن نسبة حدوث الحمل بتوأم أي طفلين بعد تناولك أدوية ومعززات تنشيط الإباضة ' التبويض' تتراوح ما بين 6-10 بالمائة، فيما أن نسبة حدوث الحمل بتوأم بعد حصول الحامل على إبر تنشيط الإباضة وهي ذات فعالية كبيرة تتراوح ما بين حوالي 10-20 بالمائة، أما نسبة حدوث الحمل بتوأم بعد خضوع الحامل لتقنية زراعة أطفال الأنابيب، فهي تصل إلى نحو 30 بالمئة.

نصائح عامة للحفاظ على الحمل بأكثر من جنين

المتابعة الطبية للحامل بتوأم

اهتمي بالقيام بإجراء فحوصات طبية ترتبط بالضغط والسكر ومستويات الزلال في البول عند الطبيب المختص كل شهر؛ للحفاظ على المعدلات الحيوية لجسمك في حدودها الطبيعية ولكي تمر مرحلة الحمل بأكثر من جنين بدون مضاعفات.

توقعي أن تكوني عرضة لخوض تجربة الولادة المبكرة في حال الحمل بتوأم، ولذلك يجب عليك محاولة تفادي تجربة الولادة المبكرة ومضاعفاتها من خلال الحفاظ على ضغط دمك حول مستواه الطبيعي وعدم زيادة وزنك بشكل غير طبيعي، وكذلك عدم حمل الأجسام الثقيلة أو إزاحتها أو التعرض للضغوط العصبية و النفسية مثلاً.

احرصي على الولادة في المشفى المختص والمجهز وتحت إشراف ورعاية طبية خاصة؛ لكي لا يتعرض التوأمان المقبلان لأيّة مضاعفات أو مشاكل صحية أثناء الولادة، مثل أن يحدث خرق في المشيمة، أو حدوث نقص في معدل وصول غاز الأكسجين للدماغ، وغيرها من المشاكل التي قد تهدد حياة التوائم خصوصاً.