أكد آدم كليمنتس، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أن تحقيق حسم عسكري شامل ضد جماعة الحوثيين في اليمن لا يمكن الاعتماد فيه فقط على الضربات الجوية، بل يتطلب تنفيذ عملية عسكرية برية واسعة النطاق تقودها القوات الحكومية اليمنية.

وقال كليمنتس، في تصريحات نقلتها عدد من الوسائل الإعلامية، إن 'الضربات الجوية الأمريكية، وإن كانت تلعب دورًا محوريًا في إضعاف البنية العسكرية للحوثيين، إلا أنها ليست كافية لتحقيق انتصار حاسم على الأرض'، مشيرًا إلى أن 'المعركة الحقيقية تتطلب تحركًا فاعلًا ومدروسًا من قبل القوات البرية لفرض السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون'.

وأشار المسؤول الأمريكي السابق إلى أن التضاريس الجبلية المعقدة والبنية الجغرافية الصعبة في اليمن تمثل تحديًا كبيرًا أمام العمليات العسكرية، موضحًا أن الحوثيين يستفيدون من هذه المعطيات بشكل كبير من خلال شبكة اتصالات وتموين معقدة ومتقنة.

ولفت كليمنتس إلى أهمية وضع خطة استراتيجية شاملة تأخذ في الاعتبار هذه العوامل الجغرافية واللوجستية، وتضمن تنسيقًا دقيقًا بين العمليات الجوية والبرية. وشدد على أن نجاح أي عملية عسكرية يجب أن يكون مصحوبًا بجهود موازية على الصعيد الاقتصادي والإنساني لضمان استقرار المناطق المحررة ودعم الشرعية اليمنية.

كما أكد أن الحكومة اليمنية بحاجة إلى خطة طويلة الأمد تتضمن محاور عسكرية وأمنية واقتصادية يتم تنفيذها بشكل متوازي ومنسق، بهدف تجفيف منابع الدعم المالي والعسكري للمليشيا الحوثية، وإعادة بناء مؤسسات الدولة وتعزيز شرعية الحكومة في مختلف المحافظات.

وتُعد تصريحات كليمنتس مؤشرًا جديدًا على إعادة تقييم الولايات المتحدة وعدد من الشركاء الدوليين لاستراتيجيات مواجهة النفوذ الإيراني في اليمن، وخاصة مع تصاعد الهجمات الحوثية على المصالح الدولية واستمرار تهديداتهم لخطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر.