أكد الكاتب محمد المخزنجي أن من أكثر الكُتّاب الذين لفتوا نظره في الفترة الأخيرة، الكاتب البرتغالي أفونسو كروش، الذي يكتب الرواية الموجزة أو 'النوفيلا'، وقرأ له روايتين صادرتين عن دار نشر 'مسكلياني'.

وأوضح 'المخزنجي' أنه قرأ لـ'كروش' روايتي 'هيا نشترِ شاعرًا' و'الرسام تحت المغسلة'، مضيفًا: 'هما روايتان قصيرتان أعجبتاني كثيرًا، وأراهما مختلفتين عن المعهود، لصوت جميل وجديد في الرواية الموجزة'.

وجاء في تصدير رواية 'هيا نشترِ شاعرًا':

كيف نقدّم –أدبيًا- مجتمعًا مُحاصرًا داخل فضاء مالي فيه تعلو القيم المادية على كل شيء لتصبح جوهر العلاقات الإنسانية؟ سؤال حارق يجيب عنه الروائي البرتغالي أفونسو كروش، عبر اقتراح طريف يتمثّل في شراء شعراء مثلما تُشتَرى أيّة بضاعة أخرى من المحال التجارية.

تطلب طفلة مراهقة عمرها 12 سنة من والديها شراء شاعر أسوة بالعائلات الأخرى التي تجد في الحيوانات 'قططًا وكلابًا...' ألفةً في البيوت، أولًا لأنه لا يكلف كثيرًا من الناحية المالية، وثانيًا لا يترك أوساخًا مثل الرسامين والنحاتين!

بهذه الفكرة التي تبدو لنا ساخرةً وغريبةً يعرّي الكاتب مجتمعًا بأكمله، مجتمعًا يقيس الناس بالأرقام والموازين، وتحدّد العلاقات الإنسانية فيه بدرجة نفعها، وكل ما خرج عن ذلك النظام فهو باطل.

هل هناك مكان للشعراء في مجتمع كهذا؟ هل انتهى زمن الشعر وآن الأوان لكي نشيّع القصيدة إلى مثواها الأخير، للحفاظ على إنسانية هذا المجتمع، واستعادة ما هُجّر منه تحت أسماء كثيرة: الحداثة، التقدم، النجاعة، الربح...؟ ذلك ما تتكفل بالإجابة عنه هذه الرواية.

وأفونسو كروش كاتب برتغالي، ولد عام 1971 في مدينة 'فيجيرا دا فوز' البرتغالية. درس الآداب والفنون الجميلة والتشكيلية في لشبونة، وهو موسيقي ورسام ومخرج، له عدة روايات مُترجَمة إلى العربية، من بينها 'هيا نشترِ شاعرًا'، ترجمة عبد الجليل العربي، و'الكتب التي التهمت والدي' و'الحفيدة'، ترجمة سعيد بنعبد الواحد، و'دمية كوكوشكا'، التي حصلت على جائزة الاتحاد الأوروبي للأدب عام 2012، و'الرسام تحت المجلي'، ترجمة مها عطفة.