أكد الكاتب الصحفي والباحث السياسي مجدي عبد العزيز، بشأن حسم الجيش السوداني في الخرطوم، أن الاستراتيجية العسكرية للجيش السوداني نجحت في فرض سيطرته على الأرض وتحقيق تقدم واضح في مواجهة الميليشيات المسلحة، مشيرًا إلى أن الحسم العسكري بات مسألة وقت.

وأوضح عبد العزيز في تصريحات خاصة لـ'الدستور'، أن الجيش السوداني يتمتع بخبرة عسكرية متراكمة تمتد لأكثر من 100 عام، مما منحه القدرة على مواجهة التحديات الراهنة بكفاءة، على عكس الميليشيات التي تشكلت في فترة قصيرة بهدف اختطاف الدولة والسيطرة على قرارها السياسي والاقتصادي.

وأشار إلى أن الدولة السودانية تعمل وفق استراتيجية متكاملة تشمل الجهود العسكرية والدبلوماسية والإعلامية، بالإضافة إلى التحركات الداخلية على المستوى السياسي والاجتماعي لضمان القضاء التام على هذا التمرد.

وشدد على أن الميليشيات ليست سوى أداة في أيدي قوى خارجية تسعى للهيمنة على السودان، لافتًا إلى أن الإعلام المعادي يحاول تصوير الصراع على أنه داخلي، في حين أن الحقيقة تكشف عن مخططات دولية تستهدف زعزعة استقرار البلاد.

وحول المرحلة المقبلة، أوضح عبد العزيز أن الجيش السوداني يركز على إنهاء آثار الحرب وإعادة بناء ما دمرته الميليشيات، التي تسببت في دمار واسع للبنية التحتية، ونزوح السكان، وارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، من بينها جرائم إبادة واغتصاب.

وأضاف أن السودان مقبل على مرحلة إعادة الإعمار والتعافي الشامل، وهو ما يستدعي تشكيل حكومة جديدة ببرنامج واضح لإعادة البناء، إلى جانب تعزيز التعاون مع الدول الصديقة لضمان استقرار البلاد وتحقيق نهضة تنموية مستدامة.

واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وميليشيا الدعم السريع ، مما أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية، وأسفرت المعارك عن مقتل الآلاف ونزوح الملايين داخل السودان وخارجه، مع انهيار الخدمات الأساسية وتصاعد الأزمة الإنسانية بسبب نقص الغذاء والمياه والدواء، وعلى الرغم من الجهود الدولية للوساطة ووقف إطلاق النار، فإن القتال لا يزال مستمرًا، في ظل استمرار ميليشيا الدعم السريع العديد من الانتهاكات والجرائم في السودان.