كشف باحثون من معهد هارفارد Pilgrim للرعاية الصحية عن العمر الذي تبدأ فيه صحة قلب الأطفال بالتدهور نتيجة لعوامل الحياة اليومية المختلفة.

أجرى فريق البحث دراسة شملت أكثر من 1500 طفل تتراوح أعمارهم بين 3 و 16 عامًا في ولاية ماساتشوستس. وركزت الدراسة على تحليل مجموعة من العوامل مثل النظام الغذائي، النشاط البدني، ساعات النوم، ضغط الدم، مؤشر كتلة الجسم (BMI)، بالإضافة إلى التعرض للتدخين بما في ذلك التدخين السلبي.

العمر الذي يبدأ فيه التدهور

وأظهرت النتائج أن صحة قلب الأطفال تبدأ في التدهور بدءًا من سن العاشرة، مما يزيد من احتمال تعرضهم لأمراض قلبية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية في مراحل لاحقة من حياتهم.

ويعود ذلك إلى أنماط الحياة غير الصحية مثل التغذية السيئة، قلة النشاط البدني، وزيادة الوزن.

تساهم أيضًا التغيرات التي تحدث في حياة الأطفال في مرحلة الانتقال إلى المدرسة الثانوية، مثل اكتساب مزيد من الاستقلالية، حيث يبدأ البعض في تناول الطعام غير الصحي وقلة النوم، مما يؤدي إلى تدهور صحة القلب بشكل أكبر.

دور النشاط البدني والنظام الغذائي الصحي

وأشار الباحثون إلى أن ممارسة النشاط البدني بانتظام واتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يلعبا دورًا كبيرًا في الوقاية من تدهور صحة القلب، ويؤكدون أن تغيير الأنماط الحياتية في مرحلة مبكرة قد يسهم بشكل كبير في تحسين الصحة العامة للأطفال وحمايتهم من الأمراض القلبية في المستقبل.

وأوضح الدكتور عز الدين أريس، الأستاذ المساعد في طب السكان في معهد هارفارد، أن الدراسة توفر رؤية مهمة بشأن صحة القلب منذ الطفولة، وتمنح فرصة كبيرة لتحسين صحة الأطفال وحمايتهم من الأمراض في المستقبل.

الدراسات السابقة

وأظهرت دراسات سابقة أن السمنة وارتفاع مستويات الكوليسترول في الطفولة يزيدان من خطر الإصابة بأمراض القلب لاحقًا. كما أظهرت دراسة أخرى من جامعة كامبريدج أن تقلب مستويات الكوليسترول في مرحلة الطفولة يمكن أن يزيد من احتمال الإصابة بتصلب الشرايين في المستقبل.

الأطفال الذين يعانون من مستويات مرتفعة من الكوليسترول في سن مبكرة هم أكثر عرضة لتراكم الدهون في الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية في مراحل متقدمة من العمر.

نُشرت الدراسة في مجلة JAMA Cardiology.

المصدر: ديلي ميل