أكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق أن نبرة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم اتسمت بقدر من الاختلاف، خاصة عندما تحدث عن غزة ومعاناة سكانها، حيث عبر عن رغبته في تحسين ظروفهم في المرحلة المقبلة.

وقال العرابي في مداخلة مع برنامج 'خط أحمر' المذاع على قناة 'الحدث اليوم': 'لم يأت الرئيس الأمريكي على ذكر ترحيل الفلسطينيين أو ما يُعرف بمشروع الريفييرا، بل بدا أكثر واقعية في تناوله للواقع القائم، وعبّر عن إدراكه لمعاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية'.

وأضاف: 'من المهم أن نشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيزور واشنطن يوم الإثنين المقبل، وهذه الزيارة تمثل نقطة مهمة يجب ترقّبها وتحليل نتائجها لاستشراف ما هو قادم'.

وتابع: 'المرحلة المقبلة ستكون مرحلة ترقب لرد حركة حماس على المقترحات الأمريكية المتعلقة بالهدنة، ولكن يجب ألا يقتصر الأمر على وقف إطلاق النار فحسب، بل يجب تقديم رؤية واضحة للشعب الفلسطيني حول مسار تفاوضي وسياسي يهدف إلى تلبية حقوقه المشروعة في الحياة وإقامة دولته المستقلة'.

وأوضح: 'هذا هو جوهر المطلوب في المرحلة القادمة، وهي رؤية مصرية واضحة وثابتة منذ فترة طويلة، لا سيما منذ الثامن من أكتوبر، حيث ما فتئت مصر تؤكد على هذا الإطار ولكننا بحاجة فعلية إلى شريك، وأقصد هنا الولايات المتحدة الأمريكية، التي أثبتت خلال الأيام الماضية أنها القوة القادرة على تحريك الموقف وكبح جماح العدوان الإسرائيلي ووقف الاعتداءات على الشعب الفلسطيني'.

وأكمل: 'أعتقد أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة للقضية الفلسطينية، سواء أفضت إلى نتائج إيجابية أو سلبية، فحتى الآن لم تتضح الصورة النهائية لما ستؤول إليه هذه المرحلة'.

وذكر: 'منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، أدركت الدولة المصرية وجود محاولة جادة لتصفية القضية الفلسطينية، والعمل على تفكيكها وإعادة تركيبها بما يخدم أطماع رئيس الوزراء الإسرائيلي ولهذا، فنحن بحاجة إلى شريك قوي، والتاريخ يعلّمنا أن الولايات المتحدة الأمريكية لعبت دورا كبيرا في ترسيخ قواعد السلام في المنطقة، سواء عبر المعاهدات أو عبر كبح جماح العدوان الإسرائيلي'.

واختتم: 'من الضروري في المرحلة المقبلة أن يكون هناك تنسيق وثيق، وهو ما يحدث بالفعل حاليًا، حيث يقوم وزير الخارجية المصري بإجراء اتصالات منتظمة مع نظيره الأمريكي كل عدة أيام'.