قال اللواء محمد الغباري، الخبير الاستراتيجي، مدير كلية الدفاع الوطني السابق، إن الجميع يعلم أن مصر هي محور القضية الفلسطينية ولا أحد يعمل على حل أزمتها مثلها، وهي خير من يحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني.

أضاف الغباري فى تصريح لـ'الدستور'، أن التحركات المصرية بشأن القضية الفلسطينية واعية ومتزنة وفى الطريق السليم، في مقابل تحركات إسرائيلية مراوغة ومناورة لإطالة أمد الحرب على غزة، لأن الهدف الاستراتيجي الذي أعلنته هو القضاء على حماس، وكان الهدف أكبر مما تتخيل، لأن “حماس فكر” وليس قوات فقط، ولكن الهدف الأساسي الذي لم تعلنه هو القضاء على القدرة العسكرية لحماس، واعتقد أنها في طريقها لذلك.

أشار إلى أن وقف إطلاق النار في غزة لم يكن يحتاج إلى هذه المدة، ولكن رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يريد أن يطيل أمد الحرب، وتدمير قطاع غزة، الذي يحتاج إلى ما يقرب إلى 10 سنوات لإعادة إعماره.

أكد أن مصر تحملت أعباء كبيرة جدا وشعر بذلك الشعب المصري، لافتا إلى أن حجم المساعدات التي أرسلت إلى قطاع غزة خلال 10 أشهر، 75% منها من مصر.

تابع، أن التحديات المختلفة التى تواجهها مصر نتيجة الأزمات المحيطة بها فى السودان وليبيا وغزة، أحدثت توترًا فى المجتمع المصري، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تحملت تكلفة عالية كانت فى غنى عنها لتأمين حدودها، والدفاع عن موقعها الاستراتيجى واستقلال شعبها وحريته.

أوضح الغباري أن التحركات المصرية فى ملف غزة كانت واعية ومتزنة وتحافظ على حقوق الفلسطينيين، خاصة فى ظل المراوغات الإسرائيلية لإطالة أمد الحرب بحثًا عن تحقيق أهداف ديموغرافية، لافتًا إلى أن مصر نجحت فى وقف التهديدات من الغرب، بالتعاون مع الجيش الليبى وإعلان “الخط الأحمر”، كما تبذل جهودها من أجل إنهاء الصراع فى السودان، الناجم عن انقسام الجيش وسياسة أخونة الدولة، التى اتبعها النظام السودانى فى عهد الرئيس السابق عمر البشير.