اخبار تونس
موقع كل يوم -جريدة الشروق التونسية
نشر بتاريخ: ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٥
تحتضن جزيرة قرقنة على امتداد ثلاثة أيام، من يوم الجمعة 26 إلى يوم الأحد 28 ديسمبر الجاري، فعاليات الدورة الأولى لأيام قرقنة للصناعات التقليدية والحرف، وهي تظاهرة ثقافية وتنموية تهدف إلى تثمين الصناعات التقليدية القرقنية وإبراز دورها في حفظ الذاكرة الجماعية للجزيرة وتحويلها إلى رافد من روافد التنمية المحلية. وتنظم هذه التظاهرة جمعية كيرانيس للتنمية بالتنسيق مع معتمدية قرقنة وبلدية الارخبيل.
ينتظم حفل الافتتاح بعد غد الجمعة بالشارع الرئيسي لمنطقة الرملة، انطلاقًا من الساعة الثالثة بعد الظهر، ويتخلله عرض فني تؤمّنه فرقة طبّال قرقنة، في لوحة احتفالية تستحضر الإيقاعات المحلية وروح الجزيرة المرتبطة بالبحر والعمل والحرفة.
ويتضمن البرنامج التنشيطي، الذي يمثل عنصرًا أساسيًا في إنجاح هذه التظاهرة، عرض ماجورات قصر هلال يوم السبت، إلى جانب عرض تنشيطي مخصص للأطفال صباح يوم الأحد، ليكون اختتام الدورة الأولى.
وتوفّر أيام قرقنة للصناعات التقليدية والحرف فرصة لثلاثين حرفيًا وحرفية لعرض وبيع منتوجاتهم، بما يعكس تنوّع الصناعات التقليدية القرقنية المستمدة من البحر ومن مكونات الطبيعة المحلية، ويبرز مهارات متوارثة تشكّل جزءًا من هوية الجزيرة الثقافية.
وتندرج هذه المبادرة ضمن برنامج متكامل وضعته جمعية كيرانيس للتنمية، يهدف إلى دعم الجهود الرامية إلى بعث دار للصناعات التقليدية والحرف بقرقنة، وإلى الحفاظ على هذا الموروث الثقافي وتطويره وتثمينه، مع العمل على تحويل المنتوج الحرفي القرقني إلى مشاريع تنموية قادرة على توفير مواطن شغل ودعم استقرار الشباب بالجزيرة.
وفي هذا الإطار، تعتزم الجمعية إطلاق برنامج يُعنى بتوظيف تقنيات التسويق والتزويق والاتصال الحديثة من أجل توثيق الصناعات التقليدية القرقنية، وتطوير أساليب عرضها، وتعزيز حضورها في الأسواق.
وجدير بالذكر أن جزيرة قرقنة تزخر بموروث ثقافي عريق ومتجذّر، يعود إلى تاريخ الأرخبيل واحتضانه عبر القرون لثقافات متعددة، وهو ما وثّقه عدد من المؤرخين منذ هيرودوتس، الذين أفردوا للجزيرة كتابات تبرز عراقتها وثراء منتوجها التقليدي، لتظل قرقنة شاهدًا حيًا على علاقة الإنسان بالبحر والحرفة والهوية يحرص متحف العباسية للدكتور عبد الحميد الفهري على توثيقه والمحافظة عليه.

























