كتب- علاء حجاج:

مع انتهاء العديد من المراحل الأساسية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وانتقال العديد من الجهات الحكومية والوزارات بموظفيها للمقرات الجديدة، أصبحت عشرات المباني التابعة لتلك الجهات الحكومية شاغرة.

وما يميز تلك المباني الشاغرة أن جميعها في مناطق مميزة بالقاهرة سواء في وسط البلد أو غيرها من الأماكن الاستراتيجية، فضلا عن كونها مباني ضخمة تتسع لمئات أو الاف الموظفين مع قليل من التجهيزات.

في الوقت ذاته تعاني الكثير من شركات التعهيد من صعوبة تأجير مباني أو أجزاء في مباني بالقاهرة الكبرى وذلك لعدة أسباب، لعل أهمها القيمة الإيجارية العالية، وتجهيزات المبنى نفسه من مصادر طاقة وإنترنت.

يذكر أن الحكومة تعول على صناعة التعهيد لزيادة صادرات مصر الرقمية ورفعها إلى 9 مليار دولار بنهاية عام 2026 مقابل 6.2 مليار دولار في عام 2023.

قال الدكتور عادل دانش، خبير صناعة مراكز الاتصالات، إن تكاليف العقارات تمثل نحو 5% إلى 10% من استثمارات تشغيل مركز الاتصال، بينما تستحوذ العمالة على نسبة تتراوح من 60% إلى 70%.

يرى أنه من الأجدى خلق فرص عمل فى المحافظات والتوسع في المناطق التكنولوجية الجديدة خاصة وأنها تقدم مساحات عمل كبيرة تناسب احتياجات مراكز الاتصال ومجهزة بشبكة بنية تحتية على أعلى مستوى تقدم سرعات إنترنت مرتفعة.

وأضاف أنه تم استغلال طوابق كاملة في بعض المولات التجارية في مدن أمريكية كانت غير مأهولة بالسكان في وقت سابق لصالح خدمات مراكز الاتصال إلا أن هذا السيناريو قد يكون غير مناسب للتطبيق في مصر.

من جانبه قال مدير تنفيذي بإحدى شركات التعهيد، إن هناك العديد من الأبنية والمنشآت الحكومية غير المستغلة خاصة في منطقة وسط البلد، والتى لابد وأن يتم استغلالها بالشكل الأمثل وخاصة في دعم صناعة كالتعهيد.

أضاف أنه مع انتقال العديد من المصالح والجهات الحكومية للعاصمة الإدارية ستكون العشرات من الأبنية شاغرة، الأمر الذي يمكن استغلاله في تنمية الصناعة، وذلك عبر تقديم تسهيلات إيجارية وتقديم حوافز تنساب الـ Outsourcing.

يعتقد أن هذا الإجراء سيدعم انتشار الصناعة وخلق فرص عمل متعددة ومتنوعة، كما يساعد في زيادة العائدات الدولارية مع تزايد التعاقدات، فتواجد الشركات في أماكن تتيح بنية تحتية قوية وقريبة من كافة وسائل المواصلات سيدعم نموها وانتشارها بالتأكيد.

من جانبها تعتقد رانيا صلاح المدير التنفيذي لشركة فودافون للحلول الذكية مصر VOIS، أن المقرات الحكومية القديمة تقع في مناطق استراتيجية بوسط العاصمة، وبالتالي فهي تمثل فرصة جيدة للشركات الراغبة في تعيين موظفين بالقاهرة الكبرى.

وترى صلاح إنها تفيد نمو صناعة التعهيد بشرط أن يتم مد تلك المقرات بالبنية التكنولوجية المتطورة التي تضمن تقديم الخدمة بجودة مميزة.