عاد ملف أراضي نادي الزمالك في ميت عقبة إلى دائرة الضوء من جديد، بعد تصريحات رسمية من وزارة الأوقاف كشفت فيها تفاصيل دقيقة حول التعاقدات المبرمة مع النادي، وما سيترتب عليها خلال الأشهر المقبلة، حديث أعاد فتح باب التساؤلات لدى جماهير القلعة البيضاء، خاصة مع اقتراب مواعيد انتهاء العقود.

ماذا قالت وزارة الأوقاف؟

الدكتور أسامة رسلان، المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف، أكد أن العلاقة القانونية بين الوزارة ونادي الزمالك تحكمها عقدان منفصلان، لكل منهما طبيعة مختلفة تمامًا، وهو ما يغيّر شكل المشهد في الفترة القادمة.

وأوضح أن أحد العقدين سينتهي دون تجديد تلقائي، ما يعني عودة جزء من الأرض إلى هيئة الأوقاف المصرية، بينما العقد الآخر ينتهي بتملّك الزمالك للأرض محل التعاقد.

عقد الاستبدال… الأرض تؤول للزمالك

العقد الأول هو عقد استبدال لمساحة تبلغ نحو 91 ألفًا و250 مترًا مربعًا، وهذا العقد، بحسب المتحدث الرسمي، ينتهي في أغسطس 2026، ومع انتهاء مدته تصبح الأرض مملوكة رسميًا لنادي الزمالك.

الأهم في هذا السياق، أن الزمالك ملتزم ماليًا بالكامل، ولم يتخلف عن سداد أي قسط منذ بدء التعاقد عام 2007، ويتبقى فقط قسط أخير بقيمة 875 ألف جنيه مستحق في أغسطس 2026، ليُغلق هذا الملف نهائيًا بعد 20 عامًا من الالتزام المالي.

عقد الانتفاع… هنا تكمن النقطة الحساسة

العقد الثاني هو عقد انتفاع وليس تملكًا، ويخص مساحة تقدر بـ 50 ألف متر مربع من أراضي فرع ميت عقبة، وهذا العقد بدأ عام 2006 وينتهي أيضًا في أغسطس 2026.

وبحسب رسلان، فإن هذا النوع من العقود لا يُجدّد تلقائيًا، بل يحتاج إلى موافقة الطرفين وتفاوض جديد، وفي حال عدم تقدم نادي الزمالك بطلب رسمي لتجديد التعاقد، فإن الأرض تعود مباشرة إلى وزارة الأوقاف.

وأشار إلى أن الزمالك ملتزم كذلك في هذا العقد، حيث يسدد 500 ألف جنيه سنويًا على أربع دفعات، دون أي تأخير طوال سنوات التعاقد.

هل ستُسحب الأرض من الزمالك؟

الوزارة أوضحت موقفها بوضوح:

إذا لم يبدأ الزمالك مفاوضات رسمية لتجديد عقد الانتفاع، ستسترد هيئة الأوقاف الأرض بعد انتهاء التعاقد، أما في حال التفاوض، فسيكون ذلك وفق أسعار الأراضي السائدة في المنطقة وقت التعاقد الجديد.

رسلان شدد على أن هيئة الأوقاف مؤتمنة على أموال الوقف، ولا تملكها، لكنها مسؤولة عن إدارتها والحفاظ عليها بما يحقق المصلحة العامة.

نقطة حاسمة قبل أغسطس

مع تبقي أشهر قليلة على نهاية العقد، ينتظر الشارع الرياضي تحركًا رسميًا من إدارة نادي الزمالك لفتح باب التفاوض، خاصة أن المساحة محل عقد الانتفاع تمثل أهمية استراتيجية للنادي.

الكرة الآن في ملعب الزمالك، فإما التفاوض مبكرًا لضمان الاستمرار، أو ترك العقد ينتهي ليبدأ فصل جديد تعود فيه الأرض إلى وزارة الأوقاف، وفقًا لما نصّت عليه البنود القانونية، وبين القانون والرياضة، يظل هذا الملف مفتوحًا على كل الاحتمالات… حتى إشعار آخر.