اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٢ أيار ٢٠٢٥
قال العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، المحلل العسكري والاستراتيجي، إن العملية التي نفذت في مخيم جباليا شمال قطاع غزة وأعلنت عنها كتائب القسام اليوم لا يمكن تصنيفها ضمن الكمائن الكلاسيكية، بل تندرج عسكريا تحت ما يسمى بـ “التخريبات المؤجلة'، حيث تزرع العبوات مسبقًا وتفجر لاحقًا عند مرور القوات المعادية، وهو تكتيك يعكس قدرة استخباراتية عالية للمقاومة في تتبع حركة القوات الإسرائيلية.
وأوضح في مقابلة مع قناة 'الجزيرة': 'الكمين، بمفهومه العسكري، ينفذ عبر قوة تكمن في موقع معين لتنفيذ هجوم مباشر ضد أهداف محددة كالدبابات أو الأفراد أو العجلات، لكن ما حدث هنا يختلف تماما، إذ تم زرع عبوات ناسفة في منطقة مفتوحة، وتم تفجيرها لاحقًا عن بعد، ما يجعلها أقرب إلى التخريب المؤجل منه إلى الكمين'.
وأضاف: 'العملية وقعت في منطقة حساسة شهدت معارك شرسة، حيث قتل فيها قائد اللواء 401 المدرع، ما استدعى استقدام لواء كفير من قيادة المنطقة الوسطى لتعزيز القوات في الشمال، تحت قيادة الفرقة 162، وهو ما يعكس شراسة المعارك وتعقيد البيئة العملياتية في جباليا'.
وتابع: 'ما يميز هذه العملية هو الدقة في التنفيذ والتوقيت، حيث يظهر أن المقاومة كانت تملك معلومات استخباراتية مفصلة عن طبيعة الأرض، ونمط حركة القوات'.
وفيما يتعلق بعدم إعلان إسرائيل عن العملية في وقتها، قال الفلاحي: 'هناك رقابة مشددة على الإعلام الإسرائيلي ومواقع التواصل الاجتماعي بهدف حجب أي معلومات عن الأحداث الأمنية في غزة، والسبب في ذلك يعود إلى مخاوف من التأثير السلبي على الجبهة الداخلية'.
وواصل 'الجيش الإسرائيلي يخفي حجم خسائره الحقيقية في مثل هذه العمليات، ويكتفي بالإعلان عن إصابة أو مقتل جندي فقط، بينما تكون الخسائر أكبر بكثير'.
وعن توقيت نشر العملية بعد نحو ستة أشهر، أوضح أن 'تأثير العملية كان ملموسا في وقته، لكن إعلانها الآن يأتي في سياق توثيق إنجازات المقاومة وإبراز قدراتها ضمن أرشيفها العسكري، لا سيما وأنها صمدت أكثر من 590 يومًا في قتال متواصل، على الرغم من الحصار وضعف الإمكانات، وقد انتقلت من القتال بتشكيلات كبيرة إلى الاعتماد على مجاميع صغيرة لضمان استمرارية المواجهة وتقليل الخسائر'.