قالت الدكتورة هالة السعيد، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية، إن الاستثمار في القطاع الصحي يعد من الأولويات الوطنية، في ظل التحديات التي تواجه المنظومة الصحية، وعلى رأسها النمو السكاني

وأوضحت 'السعيد'، في كلمتها خلال المنتدى السنوي لهيئة التأمين الصحي الشامل أن مصر وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تمتلك معدل 1.4 سرير لكل 1000 مواطن، مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 2.8 سرير لكل 1000 مواطن، ما يعكس الحاجة الماسة لزيادة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات.

وأضافت أن هذه النسبة تعني أن مصر تمتلك حاليًا من 12 إلى 13 سريرًا لكل 10000 مواطن، في حين أن المعدل العالمي يصل إلى 28 سريرًا لكل 10000 مواطن، وأشارت إلى أن تحقيق معدلات نمو سكاني متوازنة يعد نجاحًا ملموسًا، حيث انخفضت معدلات الزيادة السكانية إلى أقل من مليوني نسمة سنويًا لأول مرة في 2024، إلا أن الاحتياج للخدمات الصحية لا يزال متزايدا، مما يستدعي التوسع في إنشاء المستشفيات وزيادة عدد الأسرة خلال السنوات العشر المقبلة.

وأوضحت أن تطوير المنظومة الصحية لا يعتمد فقط على زيادة عدد الأسرة، بل على تعزيز خدمات الرعاية الصحية الوقائية، وهو ما تسعى الدولة إلى تحقيقه من خلال مبادرات صحية شاملة. ورغم ذلك، فإن سد الفجوة بين الاحتياج الفعلي والموارد المتاحة يظل تحديًا أساسيًا.

وأشارت إلى أن الدولة نفذت خلال السنوات العشر الماضية 1300 مشروع صحي بتكلفة تجاوزت 180 مليار جنيه، موزعة على جميع المحافظات.

ولفتت إلى أنه خلال عام 2024 فقط، تم تنفيذ نحو 20 مشروعًا صحيًا في 11 محافظة، بتكلفة تفوق 35 مليار جنيه، في إطار الجهود المستمرة لتطوير البنية التحتية الصحية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وشددت الدكتورة هالة السعيد، على أن الاستثمار في الصحة ليس مجرد إنفاق حكومي، بل هو استثمار في رأس المال البشري ومستقبل الأجيال القادمة، مؤكدة أن الدولة ستواصل جهودها لتوسيع نطاق التغطية الصحية الشاملة، وضمان حصول كل مواطن على رعاية صحية متكاملة وفق أعلى المعايير.