حملة أمنية تتعقب الجناة ومقطع فيديو يثير الجدل حول دوافع القضية

أعلنت الشرطة في محافظة تعز مقتل المتهم الأول باغتيال مديرة عام صندوق النظافة في المحافظة افتهان المشهري قبل أيام كأول حادثة من نوعها تطاول امرأة بمنصب حكومي في اليمن وأثارت استياء رسمياً وشعبياً.

وقالت الشرطة خلال بيان لها إن المتهم محمد صادق المخلافي، وهو مجند في أحد الألوية العسكرية، قتل أثناء اشتباكات مع الحملة الأمنية التي جرت اليوم الأربعاء في منطقة تبة الوكيل بمدينة تعز (جنوب غربي اليمن).

وأكد مدير أمن تعز العميد منصور الأكحلي أن الحملة الأمنية مستمرة وستطارد كل المجرمين إلى جميع أوكارهم'.

والخميس الماضي، اغتيلت المشهري برصاص مسلحين يستقلون دراجة نارية في جريمة قوبلت بإدانات محلية ومطالبات شعبية واسعة بإنهاء حال الانفلات الأمني ضمن المحافظة.

وفي مستجد إضافي مثير للقضية والأطراف الضالعة فيها، تداول رواد مواقع التواصل مقطعاً مصوراً مسرباً للمتهم الرئيس محمد صادق المخلافي انتشر عقب دقائق من مقتله، كشف خلاله عن أن القيادي محمد سعيد المخلافي شقيق القيادي حمود سعيد المخلافي هو من وجهه باغتيال المسؤولة المحلية افتهان المشهري.

وقال المتهم إن المخلافي طلب منه تصفية المشهري وقتلها بالرصاص وتجنيد مساعدين للمراقبة ووعده بالتواصل مع شقيقه حمود المخلافي من أجل توفير الدعم المالي والحماية.

وأكد أن الدافع وراء الاغتيال قطع المجني عليها رواتبه لمدة ثلاثة أشهر، فيما اعتبر ناشطون أن مقتل المتهم الرئيس أضاع فرصة للكشف عن خيوط الجريمة والوصول إلى المتورطين والمحرضين والمواقع التي آوته ووفرت له الحماية والدعم.

وفي ما عد تعزيزاً لما ذكره المتهم قبيل مقتله، سبق واتهم المتحدث الرسمي باسم شرطة تعز أسامة الشرعبي أول من أمس الإثنين المخلافي ذاته بمنع الحملة الأمنية من مداهمة أحد المنازل التي يتحصن فيها المتهم، فيما حذر اليوم عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي 'من سيطرة الإخوان على تعز'، وقال إن 'تصفية المتهم الرئيس في اغتيال افتهان المشهري تهدف إلى إخفاء الأدلة'.

وأضاف الزبيدي خلال لقاء مع تلفزيون أن 'اغتيالها كان على يد عصابات مدعومة من قوى سياسية'، في إشارة إلى حزب الإصلاح، مطالباً بـ'ضرورة مواجهة العصابات المنفلتة والمدعومة من الخارج هناك'. وقال إن 'جماعة ’الإخوان المسلمين‘ بدأت بالسيطرة على تعز ودور الحكومة في المدينة ضعيف'.

وكان المتحدث باسم شرطة تعز الشرعبي ذكر عبر بيانه أن محمد سعيد المخلافي شقيق الشيخ حمود سعيد المخلافي، وهو قيادي قبلي وعسكري بارز في حزب الإصلاح الإخواني، ومعه قيادي في اللواء 170 دفاع جوي اعترضا الحملة الأمنية ومنعاها من مداهمة أحد المنازل بحي الروضة الذي رصد فيه وجود منفذ عملية اغتيال المشهري، مما أثار موجة جدل واسعة وسط مطالبات شعبية متنامية بضبط الحال الأمنية في المحافظة التي يتهم حزب الإصلاح بإحكام قبضته الأمنية والعسكرية عليها ومنع أية إجراءات إدارية أو عسكرية للحكومة الشرعية، تحد من نفوذ قادته ومراكز حضوره السياسي في المحافظة الأعلى سكاناً في اليمن، مع تزايد حوادث الاغتيالات والقمع وتردي الأوضاع الأمنية والخدمية.

من جانبه ظهر محمد سعيد المخلافي شقيق حمود المخلافي في مقطعي فيديو ينفي في الأول صحة ما ورد على لسان المتحدث باسم شرطة المحافظة.

وتزامناً مع مقتل منفذ اغتيال المشهري، أعلن الإعلام الأمني أن الحملة المشتركة اعتقلت على ذمة التحقيق عدداً من المطلوبين والضالعين في القضية، إضافة إلى المدعو محمد سرحان.

وأمس الثلاثاء، كشفت الحملة الأمنية المشتركة عن توقيف بكر صادق سرحان وإيداعه فرع الشرطة العسكرية والأخير قيادي في محور تعز وسبق وصدر بحقه حكم إعدام في قضية قتل وهو نجل اللواء صادق سرحان قائد اللواء 22 ميكا.

وأكدت شرطة تعز أمس اعتقال بكر سرحان الذي يعد أحد المتهمين في عملية الاغتيال، تزامناً مع استمرار الاحتجاجات الشعبية لليوم السابع على التوالي، إذ أقامت أسرة المجني عليها بالتنسيق مع عمال النظافة في مدينة تعز خيام اعتصام جديدة أمام مقار السلطة المحلية للمطالبة بتوقيف جميع المتورطين والمحرضين.

ونددت تنظيمات جماهيرية وسياسية عدة والمنظمات المحلية والدولية والأممية بالحادثة لأنها نالت من امرأة مسؤولة في مجتمع يضع للنساء مكانة خاصة وينأى بهن عن العنف، إضافة إلى ما تحظى به من احترام لدى المجتمع في تعز والموظفين التابعين لإدارتها نظير جهدها في رفع مستوى النظافة والتحسين، ووجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ورئيس الحكومة، الأجهزة الأمنية بسرعة ملاحقة القتلة، فيما عقدت اللجنة الأمنية للمحافظة اجتماعاً طارئاً للتعامل مع الواقعة.

وعدت هذه الجريمة الأحدث في سلسلة حوادث اغتيال شهدتها تعز خلال الأيام الأخيرة، طاول بعضها قيادات أمنية، مما يعكس تصاعداً مقلقاً ويجعل اغتيال المشهري أول استهداف من نوعه لامرأة بمنصب رسمي في المحافظة، وفق المراقبين.