علق الكاتب الصحفي إسلام كمال، رئيس التحرير التنفيذي لجريدة روز اليوسف، على البيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية بشأن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية واللبنانية، مؤكدًا أن التحذير المصري جاء في توقيت بالغ الأهمية، ويعكس موقفًا سياسيًا واضحًا في ظل غياب موقف عربي موحد ومعلن بنفس القوة.

وأوضح إسلام كمال في مداخلة هاتفية لبرنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن مصر تُدرك تمامًا خطورة ما يُحاك للمنطقة، خاصة في ظل المساعي الصهيونية لإعادة رسم ملامح الشرق الأوسط وفق مخططات تُلحق ضررًا بالغًا بالعديد من الدول، وعلى رأسها سوريا، التي اعتبرها كمال 'الإقليم الشمالي لمصر'، مؤكدًا أن القاهرة لن تتخلى عن مسؤوليتها التاريخية في حماية أمنها القومي الممتد شمالًا.

وأشار إلى أن الأحداث المتصاعدة في مدينة السويداء السورية ليست عشوائية أو وليدة اللحظة، بل جاءت ضمن مخطط منظم ومدروس بعناية، تدعمه تصريحات قادة الاحتلال، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، الذي لا يخفي طموحاته في تحويل مناطق جنوب سوريا والجولان إلى مناطق عازلة تخدم الأمن الإسرائيلي.

وأضاف الكاتب الصحفي أن الموقف الإسرائيلي بات أكثر تطرفًا، حيث تحولت الرواية الإعلامية الإسرائيلية من وصف الرئيس السوري بـ'الشرعي' إلى نعته بـ'الوحشي والإرهابي'، في محاولة واضحة لتبرير أي تدخل عسكري أو تحرك لإسقاطه، وهو ما يكشف عن تبدل جذري في الرؤية الإسرائيلية تجاه النظام السوري، ما ينذر بتطورات خطيرة قادمة ليس فقط في سوريا، بل في لبنان وقطاع غزة أيضًا.

وأوضح إسلام كمال أن جولات رئيس الأركان الإسرائيلي في الجبهات الثلاث: غزة، ولبنان، وسوريا، خلال الساعات الماضية، تعكس استعدادًا إسرائيليًا لمرحلة أكثر تصعيدًا، وسط غياب أي ردع دولي أو إقليمي فعّال.

ونوه إسلام كمال إلى الدور المحوري لمصر في إنقاذ مسار التهدئة في غزة، بعد تعثر المحادثات، مشيرًا إلى أن زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة، الوزير حسن رشاد، إلى الدوحة، جاءت رغم محاولات تقليص دور مصر لصالح أطراف إقليمية أخرى، إلا أن القاهرة أثبتت من جديد أنها اللاعب الأساسي في هذا الملف.

وأكد أن الجهود المصرية حاليًا تُقيد إسرائيل من جانبها الإنساني والعسكري، وتحاصر نواياها بشأن تهجير الفلسطينيين، كما أنها تفتح مسارًا جديدًا لإنهاء الحرب على غزة، وإنقاذ الأبرياء من سيناريوهات التهجير القسري أو التصعيد الممنهج.