قال اللواء الدكتور وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية والخبير في الأمن الإقليمي، إن الأجهزة الأمنية في إسرائيل شأنها شأن الأجهزة الأمنية في باقي الدول، لها إخفاقاتها ونجاحاتها.

وقال ربيع في مقابلة مع برنامج 'إسرائيل من الداخل' المذاع على قناة 'اسطرا نيوز': 'المشكلة تكمن في أن الإخفاقات أو النجاحات الكبيرة تكون ظاهرة بشكل واضح، وإسرائيل دائمًا ما تروج لفكرة أن جهاز الموساد هو أقوى جهاز استخبارات في العالم، وتقارنه بـ CIA ولكن الواقع مختلف'.

وأضاف: 'هناك العديد من الإخفاقات التي وقعت فيها الاستخبارات الإسرائيلية وتسببت لها في مشكلات لا تزال تحاسب عليها حتى اليوم، مثل إخفاقات حرب السادس من أكتوبر عام 1973، وكذلك إخفاقاتها في أحداث السابع من أكتوبر 2023'.

وتابع: 'هناك مشكلات داخلية داخل هذه الأجهزة، أهمها عدم القدرة على توظيف الكم الهائل من المعلومات التي تصل إليهم بالشكل الصحيح'.

وواصل: 'الأجهزة الاستخباراتية ليست أجهزة هجوم أو دفاع بالمعنى الحرفي، بل تجمع المعلومات بهدف استخدامها في تقدير كيفية شن الهجوم أو منع العدو من مهاجمتها، مثل ما حدث بين إسرائيل وإيران خلال 12 يوما، حيث قامت إسرائيل بـ615 عملية أمن سيبراني ضد إيران، بينما ردت إيران بـ51 عملية فقط، مما يدل على قدرة إسرائيل على الهجوم والحد من هجوم الخصم في آن واحد'.

وأكمل: 'بالعودة إلى السابع من أكتوبر 2023، أكد أن ما حدث لم يكن مسرحية كما يعتقد البعض، بل كان فشلًا حقيقيًا، لقد شاركت سابقًا في ترجمة لجنة أجرانات التي حققت مع القيادة الإسرائيلية بعد فشل حرب أكتوبر 1973، وأن نفس الخطأ تكرر في 2023، إذ كان لدى إسرائيل كم هائل من المعلومات، لكنها لم تجد المحلل الذي يوظفها لتحذير القيادة من قرب اندلاع الحرب'.

واختتم: 'من أبرز أخطاء التحليل الاستراتيجي هو الاستهانة بالخصم، وهذا ما وقعت فيه إسرائيل عندما استهانت بحركة حماس، التي تمكنت من اختراق قيادة فرقة غزة ومركز أوريم الاستخباراتي، واستولت منه على وثائق سرية جدًا، رغم وجود مؤشرات مسبقة على ذلك، لكن تم استبعاد هذا السيناريو نتيجة ثقة زائدة وتحليل خاطئ'.