اخبار اليمن
موقع كل يوم -الخبر اليمني
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٤
| أحمد محمد الصنعاني
بالمجمل، الإعلام يشكّل جبهة محورية في معركة والوعي وتعزيز الصمود، وله قدرة كبيرة في تشكيل الرأي العام، باعتباره أحد الأسلحة الثقافية والتوعوية القادرة على الوصول، وتقديم إما صورة حقيقية أو مشوهة عن حقيقة التحديات والأخطار التي تواجهها الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والصمود ضد كيان الاحتلال الصهيوني.
وبالنظر إلى واقع تغطية الإعلام العربي لقضايا الأمة ومنها القضية الفلسطينية، نجد أنه أقل ما يمكن أن نعرِّف بعضها بأنها وسائل إعلام عبرية ناطقة بالعربية، حيث تعمل على تبني السردية 'الإسرائيلية' وتقديم الاحتلال كمدافع عن النفس أمام عمليات أصحاب الأرض في غزة، وهي ذاتها من كانت تمهّد الرأي العام العربي في كل المراحل التطبيعية مع الأنظمة التي تتبع لها.
وفي الجانب الآخر المُشرق، يبرز إعلام عربي مقاوم يعمل في نقل الصورة الحقيقية للواقع، ويعزز الوعي العام حول القضايا المحورية مثل القضية الفلسطينية والعدوان الصهيوني على الدول الإسلامية، بالإضافة إلى تحصين المجتمعات العربية فكرياً من التضليل الإعلامي الموجه من قبل الإعلام المعادي الذي يحاول طمس الحقائق أو تحريفها.
كلنا تابعنا وسائل إعلام محور المقاومة منذ بداية معركة طوفان الأقصى وهي تبث الأخبار والتقارير والمواد المختلفة التي تركز على بطولات المقاومة والانتصارات التي يحققها المجاهدون في غزة ولبنان واليمن والعراق، مما رفع معنويات الشعوب وشجعها على التمسك بأرضها وحقوقها، وغذت الشعور بالهوية الوطنية والدينية واتجهت لدعم حركات المقاومة ضد كيان الاحتلال المؤقت، وبالتالي عززت من الوحدة بين الشعوب وخلقت حالة من التضامن الإقليمي والدولي مع الشعوب المعتدى عليها.
وكان للإعلام المقاومة دور فعّال في مواجهة الإعلام المعادي الذي يروج للتطبيع وطمس الهوية الثقافية والدينية للعرب والمسلمين، من خلال تفنيد الأكاذيب والدعاية التي ينشرها الإعلام الداعم للاحتلال أو العدوان، مما عزز القدرة على الصمود الفكري والنفسي، وفهم أوسع لطبيعة الصراع وخطورة التطبيع على كل المستويات.
وفي الختام، لعب الإعلام العربي المقاوم، رغم ضعف الإمكانات، دورا أساسيا في معركة التحرير المستمرة، وشكّل سلاحا فاعلا في مواجهة العدوان وإمبراطورياته الإعلامية الضخمة، ما عزز من صمود الشعوب العربية وذكّرها بالمسؤولية الكبيرة تجاه غزة والقضية الفلسطينية، وفوّت على عدو الأمة فرص كثيرة للنيل من المقاومة الإسلامية وشعوبها وأحبط عدة مخططات خطيرة كانت مُعدّة أمريكيا وصهيونيا.