تعتبر زيارة المريض من أعظم القربات التي حث عليها الإسلام، فهي تعبر عن التضامن والمحبة بين المسلمين، وتُسهم في تخفيف آلام المريض وإدخال السرور إلى قلبه، كما أن الدعاء للمريض هو سنة نبوية فيها أجر عظيم، وقد حثنا الإسلام على الكلمة الطيبة والدعاء بالشفاء لكل مريض. في هذا المقال، سنتناول أهمية زيارة المريض وأفضل الأدعية والكلمات التي يمكن قولها في مثل هذه المناسبات، مدعومة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

إن زيارة المريض ليست مجرد عمل اجتماعي، بل هي عبادة عظيمة تُقرب العبد من الله، فقد جاء في الحديث القدسي أن الله تعالى يقول يوم القيامة: 'يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده'، وهذا الحديث يبرز مدى أهمية زيارة المريض وفضلها العظيم.

ومن الأحاديث النبوية التبي تبين أهمية زيارة المريض حصن المسلم: قال - صلى الله عليه وسلم -:(إذَا عَادَ الرَّجُلُ أخَاهُ المُسْلِمَ، مَشَى فِي خِرَافَةِ الجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ، فَإذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وإنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ).

والدعاء للمريض من السنن المؤكدة عند زيارته، وله فضل كبير في شفاء المريض ورفع البلاء عنه. قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل، فإن ذلك لا يرد شيئاً، ويطيب نفس المريض'، ومن الأدعية المأثورة التي يمكن أن نقولها عند زيارة المريض: 'أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك' (يُكرر سبع مرات)، وهذا الدعاء له فضل كبير، وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكرره عند زيارة المرضى.

والكلمة الطيبة عند زيارة المريض لها أثر عظيم في تحسين حالته النفسية، مما يُسهم في تسريع شفائه. من العبارات الجميلة التي يمكن قولها: 'شفاك الله وعافاك، طهور إن شاء الله'، وهذه الكلمات تعبر عن التفاؤل وتبث الأمل في نفس المريض، ومن كلام حلو لشخص مريض أيضاً أن يقول له اصبر ويحثه على الصبر والتحمل وأن الله سوف يعوضه خيراً.

وعندما تزور أطفالاً مرضى، ينبغي أن تحرص على الدعاء لهم بكلمات بسيطة ومفهومة تعكس حبنا واهتمامنا بهم، ومن الأدعية التي يمكن قولها دعاء زيارة المريض للأطفال: 'اللهم اشفِ أطفالنا، وألبسهم ثوب الصحة والعافية، واجعل مرضهم كفارةً ورفعةً في درجاتهم'، وهذا الدعاء يحمل معاني الرحمة والحنان التي يحتاجها الأطفال في مثل هذه الظروف.

من المهم أن نختار كلماتنا بعناية عند زيارة المريض، حيث تُسهم العبارات الطيبة في رفع معنوياته، من العبارات المشهورة:  'لا بأس طهور إن شاء الله' وهذه العبارة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يقولها للمريض ليطمئنه ويبشره بالشفاء.

وزيارة المريض تتطلب الالتزام ببعض الآداب والسلوكيات التي تعكس احترامنا للمريض وحالتهم. من هذه الآداب:

1. اختيار الوقت المناسب: يجب زيارة المريض في وقت مناسب يراعي راحته وحالته الصحية.

2. الدعاء للمريض: كما ذكرنا، الدعاء للمريض هو من السنن المؤكدة.

3. التخفيف عن المريض: من خلال الحديث معه بشكل إيجابي وتشجيعه.

4. عدم الإطالة في الزيارة: إلا إذا كان المريض يرغب في ذلك، فالأهم هو راحته.

ومن الأدعية والعبارات التي وردت في السنة النبوية والتي يمكن أن نقولها عند زيارة المريض: 'اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً، أو يمشي لك إلى صلاة' وهذا الدعاء يبين كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو للمريض بالشفاء ليعود إلى طاعة الله.

والدعاء بالسلامة والتمني بالشفاء العاجل من العبارات التي تترك أثراً إيجابياً في نفس المريض، ومن العبارات التي يمكن قولها: 'نسأل الله لك الشفاء العاجل، وأن يمنّ عليك بالصحة والعافية'، وهذه الكلمات البسيطة تحمل معاني الحب والدعاء، وتُشعر المريض بأنه ليس وحده في محنته.

زيارة المريض لها أجر عظيم في الإسلام، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'من عاد مريضاً لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع'، أي أن من يزور المريض ينال أجراً عظيماً وثواباً كبيراً من الله، كما أن زيارة المريض هي من أجمل الأعمال الإنسانية والدينية التي تعزز الروابط الاجتماعية وتنشر المحبة بين الناس. الدعاء للمريض بالكلمات الطيبة والعبارات المشجعة له أثر عظيم في تحسين حالته النفسية والجسدية. لذلك، يجب أن نحرص جميعاً على هذا العمل النبيل ونتذكر أنه جزء من ديننا الحنيف الذي يحثنا على التعاطف والرحمة. فليكن دعاؤنا وزيارتنا للمريض من الأعمال التي نداوم عليها طلباً للأجر من الله، وتعزيزاً للمحبة والتراحم في مجتمعنا.