اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٩ حزيران ٢٠٢٥
من تحت أنقاض زلزال مرمرة عام 1999 إلى أعماق البحر المتوسط، خلاصة قصة الرياضي التركي أفق قوجاق، الذي تحول من ضحية زلزال فقد فيه ساقيه، إلى رمز للإرادة والصمود من خلال تدريبه السيّاح على رياضة الغوص في ولاية أنطاليا الساحلية جنوب تركيا.
قوجاق البالغ من العمر 49 عاما، كان يعيش في منطقة كولجك شمال غرب تركيا عندما انهار منزله خلال زلزال 17 أغسطس/ آب 1999، وبقي محاصرا تحت الأنقاض لمدة ثلاثة أيام قبل أن يتم إنقاذه، لكن إصابته البالغة أدت إلى فقدانه ساقيه.
ورغم المحنة القاسية، قرر قوجاق أن يبدأ حياته من جديد، متسلحا بـ'عزيمة لا تلين وفلسفة تؤمن بأن كل شيء ممكن'.
ومع اعتماده على الأطراف الاصطناعية، انطلق قوجاق في رحلة طويلة مع الرياضة، ليخوض غمار رياضات متعددة مثل الغوص والغوص الحر وتسلق الجبال والتسلق الصخري وركوب الأمواج وكرة السلة على الكراسي المتحركة، وحتى التنس.
كما ألف قوجاق كتابا تحت عنوان 'بلا حدود'، يروي فيه تفاصيل مسيرة حياته.
** عشق الطبيعة والرياضة
وفي حديثه مع الأناضول، قال قوجاق إن الرياضة أصبحت منهج حياته، مشيرا إلى أن الإرادة التي شكلتها تجاربه الشخصية جعلته أكثر ارتباطا بالطبيعة.
وتابع: 'نحن شعب اعتاد ألا يستسلم. وبعد الزلزال وفقدان ساقَيّ، لم أستسلم، وقررت أن أحقق كل الأحلام التي راودتني يوما ما'.
وزاد: 'هناك الكثير من الأشياء التي يمكن للمرء القيام بها سواء تحت الماء أو في الغابات، أو فوق الجبال. وكل تجربة جديدة كانت بالنسبة لي بداية جديدة'.
وأوضح قوجاق أن الطبيعة كانت 'أكبر مرشد' له في رحلته، قائلا: 'عندما أذهب للإبحار، أقول لنفسي إنني سأذهب لأرتشف من نسيم الرياح. وعندما أتوجه للتسلق، أقول إنني ذاهب لأعانق صديقي الجبل. أما الغوص، فهو بالنسبة لي شعور بالسكينة يشبه الدفء الذي يشعر به الجنين في رحم أمه'.
قوجاق الذي يعمل حاليا مدربا للغوص في منطقة 'قاش' بولاية أنطاليا، أكد أنه يسعى لتعريف الناس بجمال الأعماق البحرية في تركيا.
وقال: 'نحن محظوظون للغاية لأننا نعيش في بلد يجمع بين جمال الجبال وروعة الأعماق البحرية. أعمل في قاش على تعريف الزوار والسياح وتدريبهم على الغوص.
وأضاف: 'هدفي لم يعد كسر الأرقام القياسية، بل تدريب أبطال جدد قادرين على تحطيمها'.
** رحلة تصوير مع الأناضول
وفي إطار نشاطاته الأخيرة، شارك قوجاق مصور الأناضول، محمود سردار ألاقوش، في مغامرة غوص مميزة قبالة ساحل خليج 'هدايت' في قاش.
ويرقد في أعماق الخليج حطام سفينة عملت لسنوات طويلة في نقل الركاب بين قاش وجزيرة ميس (اليونانية)، قبل أن يتم إغراقها في المنطقة لدعم أنشطة السياحة البحرية.
رحلة الغوص استمرت قرابة 30 دقيقة، وخلالها استكشف قوجاق وألاقوش حطام السفينة من الداخل، متأملين جماليات الحياة البحرية، ومراقبين للأحياء البحرية التي اتخذت من الحطام موطنا جديدا لها.
قوجاق، الذي بات مصدر إلهام لآلاف الأشخاص، يواصل اليوم بث رسائل الأمل والطاقة الإيجابية من أعماق البحر، مؤكدا أن 'الإرادة البشرية لا تعرف المستحيل'.