بعيداً عن الكريمات بطيئة المفعول، والحقن التي يقلق البعض من تأثيرها في الجسم، برزت العلاجات الضوئية كحل وسط، حيث تعد العلاجات الضوئية بنتائج واعدة في فترة قصيرة ومن دون اللجوء إلى الجراحة. ومن أبرز المشاكل التي تعمل العلاجات الضوئية على حلها، هي الشعر، بحسب زهرة الخليج.

من حب الشباب والتجاعيد إلى تساقط الشعر والصدفية، تُستخدم العلاجات الضوئية - مثل العلاج بالليزر، والعلاج بالصمام الثنائي الباعث للضوء (LED )، والضوء النبضي المكثف (IPL ) - على نطاق واسع في كل من طب الأمراض الجلدية والتجميل. ولكن ما مدى فعالية هذه العلاجات، وهل ترقى إلى مستوى التوقعات المتزايدة؟

ما العلاجات الضوئية؟

العلاج بالضوء LED هو علاج غير جراحي للبشرة يستخدم ثنائيات باعثة للضوء (LED ) لتوصيل أطوال موجية محددة من الضوء إلى البشرة. تخترق هذه الأطوال الموجية الجلد على أعماق مختلفة للمساعدة على علاج مجموعة متنوعة من مشاكل البشرة، مثل حب الشباب، والشيخوخة، والالتهابات، وبهتان البشرة.

في التسعينيات، بدأت ناسا في دراسة آثار LED في تعزيز التئام الجروح لدى رواد الفضاء من خلال مساعدة الخلايا والأنسجة على النمو. واليوم، أصبح أطباء الأمراض الجلدية وأخصائيو التجميل يلجؤون إلى العلاج بالضوء LED لحل مجموعة من مشاكل الجلد. ويستخدم أخصائيو البشرة العلاج بالضوء LED مع العلاجات الأخرى مثل الكريمات والمراهم والوجه، لإعطائك أفضل النتائج.

كيف يعمل العلاج بالضوء LED؟

لا يستخدم العلاج بالضوء LED الأشعة فوق البنفسجية، بل يستخدم أطول موجات الضوء المرئي، لتحفيز عمليات الشفاء الطبيعية للبشرة. لكل لون من ألوان الضوء تأثير مختلف:

- الضوء الأزرق (حوالي 415 نانومتر): يقتل البكتيريا المسببة لحب الشباب، ويساعد على تقليل ظهور البثور.

- الضوء الأحمر (حوالي 630-660 نانومتر): يقلل الالتهاب، ويحفز إنتاج الكولاجين، ويحسن علامات الشيخوخة.

- الضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء (800-900 نانومتر فأكثر): يخترق البشرة بعمق أكبر للمساعدة في التئام الجروح وتقليل الألم أو الالتهاب.

- الضوء الأصفر أو الكهرماني (حوالي 590 نانومتر): يقلل الاحمرار ويعزز إشراقة البشرة.

ما فوائد العلاج بالضوء LED؟

يساعد العلاج بالضوء LED في علاج مجموعة متنوعة من مشاكل وحالات الجلد، بما في ذلك:

الفوائد العامة للعلاج بالضوء LED:

غير جراحي وغير مؤلم، آمن لجميع أنواع وألوان البشرة، لا يحتاج إلى فترة نقاهة أو فترة تعاف، كما يمكن دمجه مع علاجات أخرى، ومناسب للأغراض الطبية والتجميلية.

فوائد الضوء الأحمر (630-660 نانومتر):

يُحفز إنتاج الكولاجين والإيلاستين، يقلل من الخطوط الدقيقة والتجاعيد، يحسن شد البشرة ومرونتها، يعزز الدورة الدموية في الجلد، يسرع التئام الجروح والندبات، يهدئ الالتهاب والاحمرار، ويُساعد على التعافي بعد الإجراءات مثل الوخز بالإبر الدقيقة أو علاجات الليزر.

فوائد الضوء الأزرق (حوالي 415 نانومتر):

يقضي على البكتيريا المسببة لحب الشباب، يقلل من ظهور حب الشباب النشط ومن الالتهاب والاحمرار. يمنع ظهور حب الشباب مستقبلاً عن طريق تقليل البكتيريا على الجلد، ويساعد على التحكم في إنتاج الزيوت.

الضوء الكهرماني الأصفر (حوالي 590 نانومتر):

يقلل الاحمرار بما في ذلك أعراض الوردية، يهدئ البشرة الحساسة أو المتهيجة، يعزز التدفق اللمفاوي ويزيل السموم، يحسن إشراقة البشرة ولون البشرة العام، ويساعد في علاج أضرار أشعة الشمس.

الضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء (800-900 نانومتر فأكثر):

يخترق طبقات أعمق من الجلد والعضلات، يخفف آلام العضلات والمفاصل، يقلل الالتهاب في الأنسجة العميقة، يعزز التئام الجروح والندوب وعلامات التمدد، ويحسّن تجديد الخلايا والدورة الدموية.

فوائد للشعر وفروة الرأس (باستخدام الضوء الأحمر أو تحت الأحمر)

يحفز بصيلات الشعر ويُعزز نموها خاصةً في حالات الصلع الوراثي.

يزيد تدفق الدم إلى فروة الرأس.

يقوي خصلات الشعر الموجودة.

يبطئ تساقط الشعر.

فعالية لمشاكل البشرة:

أظهر العلاج الضوئي نتائج واعدة في علاج مشاكل البشرة مثل حب الشباب، على سبيل المثال: يُمكن للعلاج بالضوء الأزرق أن يقضي على بكتيريا Propionibacterium acnes، وهي مُسبب رئيسي لحب الشباب، ما يقلل من ظهور البثور. من ناحية أخرى، يقلل الضوء الأحمر من الالتهاب ويُسرّع إصلاح الأنسجة، ما يجعله مفيداً في علاجات مُكافحة الشيخوخة والتئام الجروح.

كما تُساهم العلاجات الضوئية في إدارة الحالات الجلدية المُزمنة مثل الصدفية والأكزيما. ويعد العلاج بالضوء فوق البنفسجي ضيق النطاق علاجاً معتمداً سريرياً للصدفية، حيث يساعد على تقليل نوبات التهيج وتكوين القشور عن طريق إبطاء نمو خلايا الجلد المُصابة.

علاوة على ذلك، يستخدم الليزر النبضي المكثف (IPL) والليزر الجزئي على نطاق واسع في طب الجلد التجميلي لعلاج أضرار أشعة الشمس، وتقليل الخطوط الدقيقة، وتحسين ملمس البشرة ولونها. وتشير الدراسات السريرية وشهادات المرضى إلى تحسنات متوسطة إلى كبيرة بعد سلسلة من العلاجات.

فعالية في علاج مشاكل الشعر:

تساقط الشعر وخاصةً الصلع الوراثي عند الذكور أو الإناث، مجالًا آخر يستكشف فيه العلاج بالضوء. تُصدر أجهزة العلاج بالليزر منخفض المستوى (LLLT) ، مثل أمشاط وخوذات الليزر، ضوءاً أحمر أو ضوءاً قريبًا من الأشعة تحت الحمراء لتحفيز بصيلات الشعر. تشير الأبحاث إلى أن هذه الطريقة تحسن من كثافة الشعر وتُبطئ تساقطه من خلال زيادة تدفق الدم ونشاط الخلايا في فروة الرأس. بينما قد تختلف النتائج بشكل كبير بين الأفراد، ولا تزال الفوائد طويلة المدى تتطلب المزيد من البحث.