كتب - محمد شعبان:

لا صوت يعلو فوق القضاء على بؤرة أسيوط الإجرامية بزعامة محمد محسوب الملقب بـ'خُط العفادرة' أو 'خُط الصعيد الجديد' في مواجهة حاسمة سطر فيها رجال الداخلية البواسل ملحمة بطولية تحت أزيز الرصاص والأسلحة الثقيلة.

مصادر أمنية مسؤولة كشفت عن كواليس واحدة من أخطر المأموريات في صعيد مصر حتى أنها تعيد للأذهان أحداث مشابهة انتهت بالقضاء على عزت حنفي بذات المحافظة قبل 19 عامًا.

'خُط العفادرة' تحصن في مبنى حصين زوده بخنادق ودشم بقرية العفادرة بمركز ساحل سليم مهددًا قوات الأمن باستهدافهم بقنابل حارقة ومواد سامة متوعدًا بحرق القرية بأكملها بواسطة أسطوانات بوتاجاز وقنابل متنوعة.

خطة 'خط الصعيد الجديد' دفعت القيادات الأمنية بوزارة الداخلية للاستعانة بواحدت 'البلاك كوبرا' وهي قوات النخبة وتسند إليها مهام تُصنف كـ'مستحيلة' بسبب تعقيداتها لكن مقاتليها يخضعون لبرامج تدريبية استثنائية تختلف جذريًا عن تلك المُتبعة في القطاعات الأمنية الأخرى تمنح يد الغلبة في جميع المواقف الصعبة.

نهاية خُط الصعيد الجديد وعصابته.. أسرار أخطر مأمورية في معقل 'عزت حنفي' (صور)

تطورات الموقف استلزمت تدخل 'البلاك كوبرا' لتتقدم الصفوف الأمامية حرصًا على حياة الأهالي وسلامتهم بجانب تحقيق الهدف المنشود باقتلاع بؤرة 'محسوب الإجرامية' من جذورها.

60 ساعة لم تتوقف فيها الاشتباكات، ساعات عصيبة مرت كسنوات على سكان القرية الريفية لكن ثقتهم في أبطال الداخلية لم تتبدل، وبعد ملحمة بطولية جاء الخبر اليقين 'الخُط مات يا رجالة' انتشر الخبر في أرجاء البلدة كالنار في الهشيم والفضل لوحدات 'البلاك كوبرا' ذات التسليح الحديث.

أسفر التعامل عن مصرع خط الصعيد المزعوم وأعوانه -بينهم ابنه وشقيقه- فيما أصيب ضابط شرطة من قوة قطاع الأمن المركزي وضبط كمية كبيرة من المواد المخدرة المتنوعة، وعدد كبير من الأسلحة النارية 'أر بى جى – 2 جرينوف – 73 بنادق آلية - رشاش متعدد- 11 بندقية خرطوش – 62 فرد محلى ' – 8 قنابل f1 – عدد كبير من الطلقات النارية مختلفة الأعيرة.

'خُط الصعيد الجديد' هارب من أحكام بالسجن والمؤبد بإجمالي 191 سنة سجن، أما باقي العناصر هاربين من أحكام فى جنايات 'قتل – شروع فى قتل - مخدرات – سلاح - سرقة بالإكراه' أحدهم بلغت مدد سجنه 108 سنوات.

الليلة وبعد سنوات من الرعب، سيستغرق أهالي البلدة البسيطة في النوم، انتهت أسطورة الخُط الزائفة ليلحق بعزت حنفي بسيناريو مشابه وثقته أحداث فيلم 'الجزيرة'.