تساءل الباحث في الشؤون العربية، عصام سلامة، عن الهدف من تشكيل لجنة دولية من خبراء دوليين بإشراف مجلس إدارة يرأسه دونالد ترامب، ومن بين أعضائه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، لإدارة قطاع غزة. وقال لـ'الرئيس نيوز': 'هل هذا أحدث أشكال الانتداب الأجنبي لإدارة شؤون قطعة مهمة من عالمنا العربي؟'.

وأضاف: 'ما هو السقف الزمني لتلك الإدارة؟ وما معنى دعم إسرائيل في إنشاء منطقة أمنية في غزة؟ ولماذا لم يُذكر اسم مصر بوصفها داعمة ومساعدة في تنفيذ الخطة، واكتفى بشكر السعودية وقطر والأردن، فهل معنى ذلك أن لمصر تحفظات على الخطة أو أنها ترى فيها ألغامًا لصالح إسرائيل؟'.

وقال سلامة: 'ما الذي يعوق تنفيذ المقترح المصري بأن يكون وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي بقرار أممي من مجلس الأمن؟ ولماذا لا تكون حكومة التكنوقراط الفلسطينية لإدارة قطاع غزة تحت إشراف مجلس الأمن كما تطلب مصر؟ لماذا تصر الإدارة الأمريكية على قيادة هذه الحكومة، بل والجديد ترؤس ترامب للجنة دولية لإدارة غزة؟'.

وأضاف سلامة: 'ننتظر توضيحات مصرية بشأن الخطة وتفنيد بنودها، وكيف سيتم التعامل معها، وما فرص إدخال تعديلات عليها'، معربًا عن دهشته من موافقة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية على المقترح، على الرغم من أنه في مضمونه يفصل الضفة عن القطاع، إذ تمتد مهمة تلك اللجنة إلى أمد طويل يقدَّر بخمس سنوات، ولا حديث عن انتخابات لتشكيل حكومة موحدة للضفة وغزة.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، خطته للسلام في قطاع غزة التي قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يدعمها، محتفظًا في الوقت نفسه بحق 'إنهاء المهمة' في حال رفضتها حركة 'حماس'.

وتحدث ترامب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو، بعد اجتماع مطوّل بينهما أمس الاثنين، عن 'أحد أجمل الأيام في تاريخ الحضارات ربما'.

وشكر ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي على 'موافقته' على الخطة، وأعرب عن أمله في أن توافق حركة 'حماس' عليها بدورها.

وتنص الخطة، التي نشرها البيت الأبيض قبل وقت قصير من المؤتمر، على وقف فوري للحرب في حال موافقة طرفي النزاع عليها، والإفراج بعد 72 ساعة من موافقة إسرائيل العلنية على الاتفاق عن جميع الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، ثم إفراج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين لديها محكومين بالمؤبد.

كما تنص على أن تكون غزة منزوعة السلاح وتحكمها لجنة انتقالية مؤلفة من فلسطينيين تكنوقراط وخبراء دوليين بإشراف مجلس إدارة يرأسه دونالد ترامب، من دون أي دور بتاتًا لحركة 'حماس'.

ووفق ما ذكر مسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد تسلمت 'حماس' من الوسيطين القطري والمصري نص الخطة. وقال المصدر، الذي لم يشأ كشف هويته، إن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات العامة المصرية محمود رشاد، 'التقيا للتو مفاوضي (حماس) وسلموهم خطة الـ20 بندًا. وقال مفاوضو (حماس) إنهم سيدرسون الخطة بحسن نية ويردون عليها'.

إلا أن حركة 'الجهاد الإسلامي'، التي تقاتل إلى جانب 'حماس'، اعتبرت أن خطة ترامب 'وصفة لاستمرار العدوان' على الشعب الفلسطيني.

وقال الأمين العام للحركة زياد النخالة في بيان: 'ما تم الإعلان عنه في المؤتمر الصحافي بين ترامب ونتنياهو هو اتفاق أميركي-إسرائيلي، وهو تعبير عن موقف إسرائيل بالكامل، وهو وصفة لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني... وصفة لتفجير المنطقة'.

لكن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف قال إن رد حركة 'حماس' المبدئي على خطة الرئيس الأميركي 'إيجابي جدًا'. وأضاف في مقابلة مع 'فوكس نيوز': إن 'رد حركة حماس المبدئي على خطة الرئيس ترامب عبر قطر ومصر إيجابي جدًا، رغم عدم تقديم موقف نهائي بعد'.

وأكد ويتكوف أن ترامب 'يريد سلامًا كاملًا لا يقتصر على غزة بل يشمل الشرق الأوسط، وقد ينعكس حتى على روسيا وأوكرانيا'.

وعبّر ويتكوف عن تفاؤله بنجاح خطة ترامب لوقف الحرب في غزة، مضيفًا: 'لدي أمل كبير بنجاحها'. وتابع قائلًا: 'لدينا دعم واسع النطاق من دول الخليج العربية ومن الأوروبيين وتواصل مباشر مع بريطانيا وفرنسا'. واختتم بالقول: 'ما زالت هناك تفاصيل تحتاج عملًا، لكنني متفائل بطبيعة الرئيس ترامب وقدرته على دفع الجميع نحو اتفاق نهائي'.

وأكد ترامب أنه سيترأس 'مجلس إدارة السلام' الذي سيشرف على المرحلة الانتقالية في قطاع غزة، وسيضم بين أعضائه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، الذي سارع إلى الترحيب بـ'الخطة الشجاعة والذكية' للرئيس الأميركي.

وستتولى خلال هذه المرحلة شؤون القطاع لجنة فلسطينية 'غير سياسية ومن التكنوقراط'. وبحسب بنود أخرى وردت في الخطة، ستعمل الولايات المتحدة مع 'شركاء عرب ودوليين لتشكيل قوة دولية لإرساء الاستقرار على أن تُنتشر فورًا في غزة'.

وشدد ترامب على أهمية دور الزعماء العرب في تنفيذ الخطة، وشكرهم، ومنهم السعودية وقطر والأردن.

وقال نتنياهو من جهته: 'أدعم خطتكم لإنهاء الحرب في غزة والتي تحقق أهدافنا الحربية. ستعيد إلى إسرائيل جميع رهائننا، وتفكك القدرات العسكرية لـ(حماس)، وتنهي حكمها السياسي، وتضمن ألا تشكل غزة مجددًا تهديدًا لإسرائيل'.

وأضاف: 'سيتم نزع سلاح (حماس). غزة ستكون خالية من السلاح. ستحتفظ إسرائيل بالمسؤولية عن الأمن، بما يشمل منطقة أمنية في المستقبل المنظور. كذلك، ستكون لغزة إدارة مدنية سلمية لا تديرها (حماس) ولا السلطة الفلسطينية'.

وتابع: 'إذا رفضت (حماس) خطتك، سيدي الرئيس، أو إذا ادعت القبول بها ثم بذلت كل ما في وسعها لمواجهتها، فستنهي إسرائيل المهمة بنفسها. يمكن القيام بذلك بشكل سهل، أو يمكن القيام به بشكل صعب، ولكنه سيُنجز'.

وتنص الخطة على عفو عن أعضاء 'حماس' 'الذين يتعهدون بالتعايش السلمي وتسليم أسلحتهم'، على أن 'يتم توفير ممر آمن لأعضاء (حماس) الراغبين في مغادرة غزة إلى دول تريد استقبالهم'.

وقال ترامب لنتنياهو إنه سيحصل على 'دعمه الكامل' في حال رفضت 'حماس' الخطة. ويتعرض نتنياهو لضغوط كبيرة من داخل بلاده وخارجها لوقف الحرب.

في سياق آخر، قال القيادي في حماس طاهر النونو للتلفزيون العربي، إن الحركة لم تتلق أي نسخة من الخطة الأميركية حتى اللحظة، وأكد أن الحركة لم تكن جزءًا من المفاوضات بشأن الخطة المطروحة حاليًا، وأن سلاح المقاومة مرتبط بإقامة دولة فلسطينية.

وأكد النونو أنهم جادون في إطلاق سراح الأسرى ضمن اتفاق ينهي الحرب على غزة ويضمن انسحاب الاحتلال، وأنهم مستعدون لهدنة تمتد لسنوات، وأنهم قبلوا مقترحًا مصريًا بتشكيل إدارة مستقلة لقطاع غزة، وأنهم سيدرسون الخطة الأميركية بما يضمن حقوق الفلسطينيين ومصلحتهم.

أما الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة فقال: إن ما تم الإعلان عنه في المؤتمر الصحفي بين ترامب ونتنياهو هو اتفاق أميركي-إسرائيلي وتعبير عن موقف 'إسرائيل' بالكامل، ووصفة لاستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن إسرائيل تحاول أن تفرض عبر الولايات المتحدة ما لم تستطع تحقيقه بالحرب، معتبرًا الإعلان الأميركي-الإسرائيلي وصفة لتفجير المنطقة.