إحتفالا بالذّكرى الثانية والسّتين لعيد الجلاء، تحوّل رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد، صباح هذا اليوم إلى روضة الشهداء بمدينة بنزرت حيث تولّى تحيّة العلم المفدّى على أنغام النشيد الوطني واستعرض تشكيلة شرفيّة من الجيوش الثلاثة قبل أن يتولّى وضع إكليل من الزهور على النّصب التّذكاري وتلاوة فاتحة الكتاب ترحّما على أرواح الشهداء.

ثم إلتقى بعدد من المناضلين الذين شاركوا في المعارك الطّاحنة التي دارت بمدينة بنزرت في شهر جويلية من سنة 1961، وخلّفت آلاف الشهداء والجرحى من قواتنا المسلّحة ومن المدنيين الذين التحموا في تلك الأيّام الخالدة مطالبين بالجلاء.

وحضر هذا الموكب بالخصوص السيد وزير الدفاع الوطني والسادة أعضاء المجلس الأعلى للجيوش.

وإثر هذا الموكب، تحوّل رئيس الجمهوريّة إلى وسط مدينة بنزرت حيث تمّ بناء نصبين تاريخيين بالمكان الذي أستشهد فيه الرّائد محمد البجاوي، آمر الكتيبة المدفعية، وفي المكان الذي أصيب فيه الملازم الهادي والي قبل أن يلتحق بالرّفيق الأعلى يوم 25 جويلية 1961.

ثم توجه رئيس الدولة إلى مركز طب النّساء والتّوليد وطب الأطفال والرضّع بالمستشفى الجامعي الحبيب بوقطفة حيث إطّلع على تقدّم الأشغال بهذا المركز مشدّدا على ضرورة الإسراع في استكماله ومشدّدا على أن الحقّ في الصحّة هو من حقوق الإنسان الطبيعية التي يجب أن تتوفّر لكل المواطنين وفي كل أنحاء الجمهوريّة.

وبهذه المناسبة، إلتقى رئيس الجمهوريّة بعدد كبير من المواطنين والمواطنات بوسط المدينة حيث استمع إلى مشاغلهم وتطلّعاتهم مؤكدا على أن العمل مستمر آناء اللّيل وأطراف النّهار لتحقيق مطالبهم المشروعة، وكما تحرّرت تونس من آخر معاقل الإستعمار ستتواصل حرب التّحرير من أجل القضاء على الفساد وعلى من لا زالت تهزّهم أضغاث أحلامهم إلى العمالة والخيانة والرّجوع إلى الوراء.