اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٥
باريس- قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستعد لخوض تمرين دبلوماسي بالغ الدقة خلال لقائه السادس مع دونالد ترامب، المقرر اليوم الاثنين في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا، وذلك بعد خلافات متزايدة بين الطرفين.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن نتنياهو سيكون مطالبًا بإظهار حسن النية، مع محاولة كبح جماح الرئيس الأميركي الذي يسعى، مع مطلع العام الجديد، إلى الانتقال للمرحلة الثانية من خطته للسلام في قطاع غزة، والتي كان قد عرضها في نهاية شهر سبتمبر الماضي، في حين يفضل رئيس الحكومة الإسرائيلية كسب الوقت وتأجيل التنفيذ.
“لوفيغارو” ذكّرت أن سيناريو ترامب يقوم على نشر “قوة دولية لتحقيق الاستقرار” تضم جنودًا من عدة دول، وتشكيل حكومة من التكنوقراط الفلسطينيين لإدارة قطاع غزة بدلًا من حركة حماس، إضافة إلى رسم خط انسحاب جديد للجيش الإسرائيلي، الذي يحتل حاليًا 53% من مساحة القطاع، على أن يتم كل ذلك تحت إشراف “مجلس للسلام” يتولى دونالد ترامب رئاسته.
الصحيفة الفرنسية أشارت إلى أن نتنياهو، تفاديًا لأي مواجهة مباشرة، أعلن عن تأييده العلني لهذه الخطة، لكنه أرفق ذلك بشروط تجعل تطبيقها عرضة لتأخير كبير منذ البداية؛ إذ يشترط نزع سلاح حركة حماس، وهو أمر ترفضه الحركة الفلسطينية.
كما يطالب باستعادة جثمان ران غفيلي، آخر رهينة ما تزال تحتجزه حماس منذ هجوم 7 أكتوبر 2023. وأيضاً وضع فيتو على مشاركة قوات تركية في “قوة الاستقرار”، بسبب دعم أنقرة لحماس، في حين كان ترامب يرغب في إشراك تركيا بالعملية.
“لوفيغارو” تابعت أنه من الصعب تحديد حجم التنازلات التي يمكن لنتنياهو تقديمها، لا سيما أن معظم المقربين من ترامب، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، يعتبرون أن الوقت قد حان للضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية حتى لا تبقى خطة السلام الأمريكية حبرًا على ورق.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن بعض التصريحات الأخيرة لا تؤدي إلا إلى زيادة التوتر، بما فيها إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مؤخراً أن بلاده “لن تنسحب أبدًا من غزة”، داعيًا إلى إقامة مستوطنات في القطاع الذي انسحبت منه إسرائيل عام 2005 بعد أن كان فيه 21 مستوطنة.
كما أن رئيس أركان الجيش، الجنرال إيال زامير، وصف مؤخرًا “الخط الأصفر” الذي يحدد منطقة الاحتلال الحالية للجيش الإسرائيلي في غزة بأنه “حدود”، في إشارة إلى نية الجيش الإسرائيلي البقاء في مواقعه.
الصواريخ الباليستية الإيرانية
“لوفيغارو” أوضحت أن الملف الإيراني هو الملف الثاني الذي قد يثير احتكاكات بين نتنياهو وترامب، مُشيرةً إلى أن المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين لا يتوقفون منذ حوالي عشرة أيام عن التحذير من تسارع وتيرة إنتاج الصواريخ الباليستية في طهران، ما قد يسمح بإغراق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
وقد توعد نتنياهو بـ“رد قاسٍ جدًا” في حال وقوع هجوم إيراني. ويرى محللون عسكريون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى للحصول على ضوء أخضر، ولو نظري، من الرئيس الأمريكي لتنفيذ مثل هذه العملية “عند الضرورة”.
لكن “لوفيغارو” رأت أن دونالد ترامب قد لا يرغب في جولة ثانية من المواجهة مع إيران بعد الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية في شهر يونيو الماضي.
كما اعتبرت الصحيفة أن المباحثات قد تتعثر أيضًا بشأن استمرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، وهو الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة إلى جانب أطراف أخرى، في وقت تواصل إسرائيل عمليات الاغتيال الموجهة ضد قيادات في الحزب المدعوم من إيران، مع اتهام الحكومة اللبنانية بـ“العجز” عن نزع سلاحه.
أما في ما يخص سوريا، فأوضحت “لوفيغارو” أن إسرائيل ترفض أي انسحاب عسكري من المناطق التي احتلتها داخل الأراضي السورية منذ عام، عقب سقوط نظام بشار الأسد. في المقابل، يطالب الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، الذي يحظى بدعم ترامب، بانسحاب القوات الإسرائيلية، ملمحًا إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل.
في ضوء كل ذلك، تقول الصحيفة إن السؤال المطروح يبقى: “هل سيتمكن بنيامين نتنياهو من المناورة بين كل هذه الملفات الشائكة وتجنب مواجهة علنية مع من يصفه باستمرار بأنه “أعظم صديق حظيت به إسرائيل في البيت الأبيض”، من دون تقديم تنازلات قد تشعل أزمة مع أحزاب اليمين القومي المتطرف داخل ائتلافه الحكومي، في وقت تستعد فيه إسرائيل لدخول عام انتخابي في 2026؟”.













































