قالت الدكتورة نيفين وهدان، أستاذة العلوم السياسية، إن إسرائيل باتت تتعامل مع المنطقة العربية باعتبارها ساحة اختبار مستمرة لمعادلات النفوذ السياسي والعسكري، مشيرة إلى أن ما تقوم به من ضربات جوية ومناوشات متفرقة في أكثر من جبهة يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو فرض معادلات جديدة، عبر ما يمكن وصفه بـ'الضربات التكتيكية المدروسة'.

وأوضحت وهدان خلال مشاركتها في برنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن هذه الضربات لا تستهدف بالضرورة تحقيق نصر عسكري مباشر، بقدر ما تهدف إلى قياس ردود الأفعال الإقليمية والدولية، وتحريك المياه الراكدة في ملفات متجمدة، وذلك ضمن إطار ما يُعرف بـ'الشرق الأوسط الجديد' الذي تحاول إسرائيل أن تكون فاعلًا مركزيًا فيه.

وأضافت أن تل أبيب تتبع سياسة 'جس النبض' باستمرار، مستفيدة من غطاء دبلوماسي أمريكي، خصوصًا من خلال الفيتو المتكرر في مجلس الأمن، ما يمنحها مساحة كبيرة للحركة دون مساءلة دولية حقيقية.

وشددت على أن هذه السياسة الإسرائيلية تُحتم على الدول العربية إعادة تقييم مواقفها الأمنية والعسكرية، وتدشين تحالفات استراتيجية حقيقية تحفظ توازنات المنطقة وتمنع أي محاولات لإعادة ترسيم النفوذ بالقوة.

وأكدت أن التجربة أثبتت أن الصمت العربي لا يُفهم إلا باعتباره ضوءًا أخضر، وهو ما يستدعي تحركًا سياسيًا جماعيًا يعيد ضبط بوصلة الردع، ويُفشل المساعي الإسرائيلية لفرض أمر واقع جديد على حساب استقرار الشعوب.