تصاعد التوتر في أروقة البيت الأبيض مع تزايد الأسئلة حول تراجع الرئيس الأمريكي عن بعض قراراته، وهو ما أثار غضبه بشكل علني.

جاء هذا التطور بعد فترة من الضغوط المتزايدة من وسائل الإعلام والخبراء الاقتصاديين، الذين بدأوا يطرحون علامات استفهام حول الاتساق في سياسات الإدارة. ووفقًا لتقرير نشرته مجلة 'فارايتي'، فإن أحد الأسئلة التي وجهتها صحفية تعمل لدى شبكة إخبارية أمريكية شهيرة يبدو أنها أثارت حفيظة الرئيس دونالد ترامب بشكل خاص وكان سؤالها يتعلق بمصطلح جديد يتداول في وول ستريت: 'TACO trade'، والذي يشير إلى أن 'ترامب دائمًا يتراجع' (Trump always chickens out) عن تهديداته بفرض تعريفات جمركية مرتفعة على الدول الأجنبية.

وتزايدت التعليقات الساخرة في وول ستريت بشأن وجود 'دجاجة' في البيت الأبيض – في إشارة مجازية إلى سياسة تتسم بالتردد أو التراجع عن المواقف القوية – وهو ما أثار حفيظة الرئيس بشكل كبير. وقد أشارت مصادر داخل الإدارة، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز للأنباء، إلى أن الرئيس يرى في هذه الأسئلة محاولة لتشويه إنجازاته وتقويض الثقة في قيادته. ويبدو أن هذه التساؤلات قد جاءت في وقت حساس، حيث تواجه الإدارة تحديات اقتصادية داخلية وخارجية أبرزها شبح السقوط في الركود التضخمي وخفض التصنيف الائتماني لحكومة الولايات المتحدة ومشاكل تتعلق بالدين الحكومي، مما يزيد من الضغوط على الرئيس للبقاء حازمًا في قراراته.

وفي سياق متصل، سلطت صحيفة نيويورك تايمز الضوء على رد فعل الرئيس الغاضب خلال مؤتمر صحفي، حيث رفض بشدة المزاعم حول تراجعه عن قراراته، واصفًا إياها بأنها 'أخبار كاذبة' تهدف إلى تضليل الرأي العام.

وقد أكدت صحيفة وول ستريت جورنال أن أصل مصطلح 'TACO trade' يُنسب إلى كاتب عمود في صحيفة 'فايننشال تايمز' يدعى روبرت أرمسترونج، ويصف النمط الذي تنهار فيه الأسواق بعد تهديدات ترامب بالتعريفات، فقط لتعود وترتفع بنفس الحدة عندما يتراجع ويمنح الدول مزيدًا من الوقت للتفاوض على صفقات.

وقد رد الرئيس على سؤال مراسلة CNBC ميجان كاسيلا حول هذا المصطلح قائلًا: 'لا تقل أبدًا ما قلته. هذا سؤال وقح. بالنسبة لي، هذا هو السؤال الأكثر وقاحة'. وتابع مؤكدًا: 'هذا يسمى تفاوضًا'، موضحًا أنه يحدد رقمًا عاليًا ثم يخفضه في إطار المفاوضات. وقد حدث هذا التبادل خلال حفل أداء اليمين لجانين بيرو كمدعية عامة للولايات المتحدة في واشنطن العاصمة.