اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
أكد والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة، أن ما جرى في السودان خلال الفترة الماضية لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة تآمر واسع النطاق على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، استهدف تدمير مؤسسات الدولة وبنيتها التحتية، مشيرًا إلى أن ولاية الخرطوم كانت الأكثر تضررًا من تداعيات الحرب وما خلّفته من خراب ودمار.
جاءت تصريحات الوالي خلال لقائه، السبت، بسفير جمهورية إندونيسيا في السودان سيد موناكو، بمقر حكومة الولاية، حيث ناقش الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعم التعاون في مجالات إعادة الإعمار وتأهيل المؤسسات الدبلوماسية والخدمية المتضررة.
سفارة إندونيسيا تعلن إعادة افتتاح مقرها في الخرطوم
وفي خطوة تعكس مؤشرات إيجابية نحو عودة الحياة الطبيعية إلى العاصمة، أعلنت سفارة إندونيسيا في السودان عن عزمها إعادة تأهيل مبانيها واستئناف نشاطها الدبلوماسي من داخل الخرطوم بعد توقف دام أشهراً بسبب الحرب.
وأكد السفير سيد موناكو خلال اللقاء أن بلاده تتابع عن كثب التطورات في السودان، وتحرص على تعزيز التعاون مع السلطات السودانية في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن إعادة افتتاح السفارة يمثل رسالة تضامن مع الشعب السوداني في هذه المرحلة الدقيقة.
والي الخرطوم يشيد بالموقف الإندونيسي
من جانبه، ثمّن والي الخرطوم الموقف الإندونيسي الرسمي والشعبي الداعم للسودان، مشيدًا بالعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين. وقال إن 'الحكومة والشعب الإندونيسي قدّما مواقف مشرفة في أوقات الشدة'، مؤكداً أن حكومته تسعى لتوفير كل ما يلزم من تسهيلات لإعادة تأهيل مقر السفارة ومنزل السفير في الخرطوم بما يمكنها من العودة الكاملة لممارسة نشاطها الدبلوماسي.
الخرطوم الأكثر تضررًا من الحرب
وأوضح حمزة أن ولاية الخرطوم كانت المسرح الرئيسي للصراع، ما جعلها تتعرض لأضرار واسعة في البنية التحتية والمرافق العامة، داعيًا البعثات الدبلوماسية الموجودة في السودان إلى نقل الصورة الحقيقية لما حدث في العاصمة من دمار طال المستشفيات والمدارس والمرافق الخدمية، بغرض حشد الدعم الدولي لإعادة الإعمار.
وقال الوالي إن 'الخرطوم تحتاج اليوم إلى دعم عاجل على المستويين الفني واللوجستي'، مشيرًا إلى أن الأولوية القصوى تتمثل في إعادة الخدمات الأساسية وتأهيل المرافق العامة حتى يتمكن المواطنون من العودة إلى حياتهم الطبيعية.
شراكات لإعادة الإعمار ودعم سياسي دولي
وأكد والي الخرطوم أن حكومته تتطلع إلى عقد شراكات جديدة مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية للمساهمة في إعادة إعمار الولاية، مضيفًا أن السودان بحاجة أيضًا إلى دعم سياسي في المحافل الإقليمية والدولية لإدانة ما وصفه بـ'العمل الإجرامي المنظم' الذي استهدف الدولة ومؤسساتها.
وأشار إلى أن المرحلة الحالية تتطلب تضافر الجهود الرسمية والدبلوماسية لإعادة بناء ما تهدّم، مبينًا أن الولاية تعمل بالتنسيق مع المجلس السيادي ومجلس الوزراء لاستعادة الخدمات العامة وإعادة الاستقرار للمواطنين.
إشادة بدعم الحكومة المركزية
وفي ختام لقائه بالسفير الإندونيسي، أشار والي الخرطوم إلى الدعم الكبير الذي وجدته الولاية من المجلس السيادي ومجلس الوزراء، مؤكدًا أن هذا الدعم ساهم في تهيئة الأجواء لاستعادة الخدمات وفتح الطرق وإعادة تأهيل المرافق الحيوية.
وقال حمزة إن الحكومة المركزية تولي أهمية قصوى لملف الخرطوم باعتبارها قلب البلاد ومركزها الإداري، مؤكدًا أن التنسيق بين المستويات الحكومية يسير بصورة جيدة لتحقيق الاستقرار الكامل وتهيئة البيئة الملائمة لعودة السكان والبعثات الدبلوماسية والأنشطة التجارية.
عودة الدبلوماسية مؤشر على تحسن الأوضاع
ويرى مراقبون أن إعلان السفارة الإندونيسية عن إعادة تأهيل مقراتها يمثل خطوة رمزية مهمة، تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والإدارية في الخرطوم، وتفتح الباب أمام بقية البعثات الدبلوماسية للعودة تدريجيًا إلى العاصمة، وهو ما اعتبره كثيرون مؤشرًا على بدء مرحلة التعافي وإعادة البناء بعد أشهر من الحرب المدمرة