اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
يتزايد عدد كبار السن في مختلف أنحاء العالم بوتيرة متسارعة، ما يضع أنظمة الرعاية الصحية والاجتماعية أمام تحديات كبيرة. ويصاحب التقدم في العمر تغيرات فسيولوجية مهمة، منها انخفاض كتلة العضلات الهزيلة، وتراجع كثافة المعادن في العظام، إضافة إلى تراجع تدريجي في الكتلة الدهنية، وهو ما ينعكس على النشاط البدني والقدرة الحركية.
أهمية البروتين لصحة العضلات
يُعد البروتين حجر الأساس في الحفاظ على الكتلة العضلية، إذ أن نقص تناوله لدى كبار السن يُسرّع من تطور ضمور العضلات. حتى مع تناول كميات كافية من البروتين، قد تحد بعض العوامل مثل مقاومة الأنسولين وضعف امتصاص الأحماض الأمينية من تحفيز بناء بروتين العضلات. كما أن سوء التغذية ونقص المغذيات الدقيقة يسهمان في ظهور حالة من الوهن والضعف البدني.
التغذية في منتصف العمر تؤسس لشيخوخة صحية
تشير الدراسات إلى أن النظام الغذائي الصحي في منتصف العمر يُهيئ لما يُعرف بـ'الشيخوخة الصحية والناجحة'، أي مرحلة متقدمة من العمر دون أمراض مزمنة أو تراجع واضح في القدرات الإدراكية والبدنية. خبراء التغذية ينصحون بالتركيز على توقيت الوجبات ومحتواها الغذائي، حيث يُوصى بتناول الإفطار ببطء، والاعتماد على غداء غني بالخضراوات الملونة، والاكتفاء بعشاء خفيف منخفض السعرات، مع الاعتدال في تناول الحلوى.
الإفطار البطيء يعزز الهضم ويقلل التوتر
يساعد تناول الإفطار ببطء على تحسين الهضم وامتصاص المغذيات بفضل تحفيز إفراز الإنزيمات الهضمية. كما يساهم في التحكم بالشهية، وخفض مستويات التوتر عبر تنشيط الجهاز العصبي المسؤول عن الاسترخاء. وتشير الأبحاث إلى أن توقيت الإفطار يلعب دورًا مهمًا في ضبط إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، حيث ارتبط تأخير الإفطار بزيادة الأمراض الجسدية والنفسية وارتفاع معدلات الوفاة.
غداء غني بالخضراوات الملونة لمضادات الأكسدة
الغداء هو الفرصة المثالية لتزويد الجسم بالخضراوات الغنية بمضادات الأكسدة. السبانخ والكرنب مثلًا يحتويان على الكاروتينات التي تحمي العينين من الأضرار التأكسدية، كما أن السبانخ غني بفيتاميني 'أ' و'ج' الضروريين لصحة القلب وضبط ضغط الدم. أما الخضراوات الورقية الداكنة فهي مصدر مهم لفيتامين 'ك' الذي يساعد على الوقاية من هشاشة العظام. كذلك، يُوصى بإدخال الطماطم الغنية بالليكوبين إلى النظام الغذائي، لما لها من دور في تقليل مخاطر أمراض القلب والسرطان.
عشاء خفيف لإصلاح الخلايا وتحسين النوم
تشير الدراسات الحديثة إلى أن تناول عشاء خفيف غني بالبروتينات الخالية من الدهون مثل السمك أو الدجاج، مع الخضراوات والحبوب الكاملة، يساعد الجسم على التركيز في عمليات التجديد الخلوي بدلاً من الهضم المرهق. توقيت العشاء أيضًا مهم، إذ أن تناوله قبل النوم بساعتين إلى ثلاث ساعات يُحسن من الساعة البيولوجية ويقلل الالتهابات الخلوية. وقد أثبتت دراسات أن تقليل السعرات في العشاء يحفز آليات إصلاح الخلايا ويبطئ مظاهر الشيخوخة.
الاعتدال في الحلوى للحد من التجاعيد
تناول السكريات المضافة بشكل مفرط يُسرع عملية الغليكوزلة التي تؤدي إلى فقدان مرونة الجلد وظهور التجاعيد المبكرة. كما أن الأنظمة الغذائية الغنية بالسكريات ترتبط بالالتهاب المزمن وأمراض القلب. في المقابل، يساعد الاعتماد على الفواكه كمصدر طبيعي للسكر على تقليل الإجهاد التأكسدي والحفاظ على توازن الإنسولين، وهو ما يساهم في إبطاء الشيخوخة.
النظام الغذائي المثالي لإبطاء الشيخوخة
النظام الغذائي الذي يجمع بين الإفطار البطيء، والغداء الغني بالخضراوات، والعشاء الخفيف، مع الاعتدال في السكريات، يمثل أحد أبرز السبل للحفاظ على شباب الجسد والعقل. إضافة إلى ذلك، يشكل البروتين عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على العضلات، بينما تسهم مضادات الأكسدة في محاربة التلف الخلوي، وتعمل الدهون الصحية مثل تلك الموجودة في الأفوكادو والمكسرات على تعزيز مرونة الخلايا وصحة القلب