بعد أيام قليلة من انتشار مقطع فيديو له وهو يبدو نائمًا أثناء حدث رسمي في البيت الأبيض، حرص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التأكيد بأنه 'ليس نائمًا'، في محاولة للسيطرة على ما اعتبره مراقبون أزمة إعلامية مفاجئة.

الفيديو الذي انتشر أظهر ترامب، البالغ من العمر 79 عامًا، وهو مائل إلى الأمام وعيونه مغلقة أثناء مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي، ما جعله مادة ساخرة للصحافة الليلية والبرامج الساخرة وعبر كافة شبكات التواصل الاجتماعي، وفقا لصحيفة دايلي بيست.

وفي محاولة لتفنيد هذه الصور، أصر ترامب خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على إبراز يقظته ونشاطه. وردًا على سؤال من صحفي سعودي عن كيفية إدارة وقته، قال ترامب: 'هو لا ينام كثيرًا'، مشيرًا إلى أنه وكذلك بن سلمان منشغلان دائمًا بـ'التفكير في بلديهما' بما لا يترك وقتًا للراحة. هذه التصريحات تأتي في ظل الجدل المستمر حول سجلات ترامب الصحية وقدراته الذهنية في سن متقدمة، خصوصًا مع تصاعد الحوادث التي تظهره في حالات ارتباك أو لحظات ذهنية غير متسقة.

ومع ذلك، ليست هذه أول مرة يظهر فيها ترامب وهو في وضعيات تبدو غريبة أو مضحكة للعامة. ففي رحلته الخاصة إلى السعودية في مايو 2025، رُصد وهو يغلق عينيه في مراسم رسمية، بل وأحيانًا يبدو وكأنه يحاول تنبيه نفسه فجأة، ما دفع مستخدمي الإنترنت إلى إطلاق لقب 'دون النائم' عليه. أثناء هذه الزيارة، لم يفته أن يهاجم الرئيس السابق جو بايدن، 82 عامًا، في مونولوج متواصل، مستشهدًا بسجلات النوم المفترضة للرؤساء السابقين.

ترامب وبن سلمان أكدا مجددًا على ما وصفه الرئيس الأمريكي بـ'إدارة الوقت بلا نوم'، وقال: 'نتحدث في الليل، في أوقات مجنونة'، في محاولة لتعزيز صورة النشاط والعمل الدائم، وهي صورة اعتُبرت منذ فترة طويلة جزءًا من أسطورة MAGA حول 'أخلاقيات العمل بلا كلل' التي يُروج لها من قبل مؤيديه. حتى نائب الرئيس دي فانس وصف ترامب بأنه 'ليس له مفتاح إيقاف' ويستيقظه أحيانًا بمكالمات غير متوقعة خلال الليل.

لكن الواقع يظهر أن هذه العادات الغريبة للنوم لا تتوافق دائمًا مع اليقظة الكاملة أمام الكاميرات، ما يثير تساؤلات جديدة حول قدرة الرئيس ترامب على إدارة مهامه اليومية بكفاءة في مثل هذا السن. على الرغم من ذلك، يواصل ترامب التسويق لنفسه كقائد لا يعرف التوقف عن العمل، مجسدًا صورة المثابرة التي باتت رمزًا أساسيًا في رواية تيار ماجا السياسية والإعلامية.