اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الإنسان قد يجرّ البلاء على نفسه فقط من خلال كلمة ينطق بها، مشددًا على ضرورة الاقتداء بالسلف الصالح في توقير الكلمة والحرص الشديد قبل التفوه بأي قول، مستشهدًا بالإمام إبراهيم النخعي، أحد كبار التابعين، الذي قال: 'إني لأجد نفسي تحدثني بالشيء، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أُبتلى به'.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج 'لعلهم يفقهون'، المذاع على قناة “dmc”، أن هذا القول من الإمام النخعي يُمثل قمة الوعي بخطورة الكلمة، حتى لو كانت مجرد حديث نفس، موضحًا أن الإنسان قد يفكر في شيء سلبي كالفقر أو المرض أو المصائب، ويمنعه فقط عن التصريح به، خوفه أن يقع فيه فعلاً.
دعاء رفع الأعمال يوم الخميس.. كلمات مباركة عن الشيخ الشعراويدعاء يكفيك شر من تخاف.. كان يردده النبي فاغتنمه
وتابع: 'ده الإمام بيخاف يتكلم، مش بس يعمل.. بيخاف حتى يعبر بالكلام عن حاجة وحشة ممكن تحصل له، لأن الكلمة قد تصادف قدرًا فيقع البلاء، واللسان قد يكون سببًا في وقوع الإنسان فيما لا يُحمد عقباه'.
وأشار إلى حديث النبي ﷺ: «رؤيا المؤمن معلقة برجل طائر، فإن عبرها وقعت»، مبينًا أن حتى تعبير الرؤى السيئة أو التحدث عنها بلا حكمة، قد يكون له أثر واقعي إذا وافق ساعة قدر.
ونبّه الجندي إلى خط رفيع بين الحذر وبين الغرق في الخوف أو التشاؤم، قائلاً: «احنا مش بنقول للناس اتشاءموا أو خافوا، لكن بنقول خُدوا بالكم من لسانكم.. ما تقولش كلام شرير، ما تطلقش لسانك بالكلام السلبي، ما تحكيش الأحلام الوحشة لكل الناس، لأن الكلام ده أحيانًا بيستدعي البلاء».
وتابع: 'الكلام له طاقة، والكلمة ممكن تفتح بابًا من أبواب البلاء، فاتقوا الله في ألسنتكم، وراقبوا ما تنطقون به، فإن أكثر ما يُهلك الناس – كما قال النبي ﷺ – حصائد ألسنتهم».
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «رؤيا المؤمِنِ جزءٌ مِنْ أربعينَ جُزْءًا مِنَ النبوَةِ، وَهِيَ علَى رِجْلٍ طائِرٍ، ما لم يُحَدِّثْ بِها، فإذا تَحَدَّثَ بِها سقَطَتْ ، ولا تُحَدِّثْ بها إلَّا لبيبًا، أوْ حبيبًا».
حث الشرع الحنيف على التفاؤل والبشر، وبين أنه لم يبق من النبوة بعد انقطاع الوحي إلا مبشرات تتمثل في رؤى يراها المؤمنون فيستبشرون بها.
وفي هذا الحديث: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: 'رؤيا المؤمن'، أي: الرؤى الصالحة الصادقة التي يراها المؤمنون في منامهم، 'جزء من أربعين جزءا من النبوة'، أي: أن النبوة قد قسمت أربعين جزءا، وجعلت الرؤى جزءاً من تلك الأجزاء.
فالرؤى للعباد بمثابة الوحي الذي يوحي الله به إلى أنبيائه، 'وهي'، أي: الرؤى، 'على رجل طائر'، أي: معلقة لا قرار لها أي: لا تقع وتتحقق، 'ما لم يحدث بها'، أي: ما لم يتكلم بها الرائي، ويفصح عنها لأحد، 'فإذا تحدث بها سقطت'، أي: فإذا تحدث الرائي بما رآه في الرؤيا وقعت وتحققت؛ وذلك على تأويلها، فالرؤيا تتحقق على تأويلها وتفسيرها، 'قال'، أي: قال أبو رزين العقيلي راوي الحديث: 'وأحسبه قال'، أي: وأحسب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'ولا تحدث بها إلا'، أي: ولا تقص الرؤيا لأحد إلا 'لبيبا'، أي: عاقلا حكيما 'أو حبيبا'، أي: محبا لك من أحبائك؛ وذلك لأنهما سوف يعبران الخير ويكتمان الشر؛ لئلا يقع، فهما في الغالب سوف يخبران الرائي بما يحبه وبما يسره، وإذا كان في الرؤيا مكروه أو شر، فسوف يكتمانه، فالرؤيا إذا فسرت وقعت.