بورتسودان – نبض السودان

شهد مطار بورتسودان الدولي، اليوم الجمعة، تراجعًا نسبيًا في أسعار تذاكر الطيران نحو عدد من الوجهات الخارجية، بعد موجة انتقادات لاذعة واتهامات موجهة لشركات الطيران العاملة في السودان باستغلال المسافرين وفرض أسعار وصفت بـ'الجشعة' في ظل الأوضاع الاقتصادية والأمنية الصعبة التي تعيشها البلاد.

انتقادات حادة لشركات الطيران بسبب الأسعار

الانخفاض الأخير جاء عقب تزايد الأصوات الشعبية والانتقادات عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث اتهم ناشطون ومواطنون شركات الطيران بفرض رسوم باهظة على التذاكر، متجاهلين الظروف القاسية التي يعاني منها السودانيون، سواء في الداخل أو في الخارج، ووصفوا الأمر بأنه استغلال فج لحالة الطوارئ الوطنية.

شركات الطيران تبرر: التأمين والتشغيل ارتفعا

في المقابل، دافعت شركات الطيران عن نفسها، موضحة أن ارتفاع أسعار التذاكر مرتبط بزيادة تكلفة التشغيل، لا سيما بعد الأحداث الأمنية الأخيرة التي طالت محيط مطار بورتسودان، مما أدى إلى مضاعفة تكلفة التأمين على الرحلات، وارتفاع رسوم الخدمات اللوجستية والتأمين الجوي.

تراجع واضح في الأسعار تجاه بعض الوجهات

استنادًا إلى عروض قدمها أحد مكاتب السفر اليوم الجمعة، تباينت الأسعار على خمس وجهات دولية، لكن الانخفاض بدا ملحوظًا، وخاصة في بعض الخطوط التي تشهد طلبًا متزايدًا من قبل السودانيين.

وجاءت الأسعار الجديدة على النحو التالي:

انخفاض محدود لا يلبي طموحات الركاب

رغم التراجع الطفيف في الأسعار، إلا أن الكثير من المسافرين اعتبروا هذه التخفيضات غير كافية، وطالبوا بتدخل حكومي مباشر لتنظيم قطاع الطيران، ومراجعة السياسات التسعيرية المطبقة من قبل الشركات الوطنية والخاصة، بما يراعي الظروف الإنسانية للمسافرين، خاصةً الذين يضطرون للسفر لأسباب علاجية أو قسرية.

استمرارية الربط الجوي رغم التحديات

ورغم الجدل الدائر، فإن استمرار عمل شركات الطيران الوطنية والدولية من مطار بورتسودان يُعد مؤشرًا إيجابيًا على قدرة السودان على الاحتفاظ ببوابة جوية مفتوحة نحو العالم، في ظل الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة. ويؤكد هذا الاستمرار أن السودان لا يزال يحتفظ بنبضه الجوي كجزء من صموده أمام محاولات العزلة والانقطاع.

دعوات لضبط الأسعار وتنظيم السوق

يرى خبراء في قطاع الطيران أن الخطوة القادمة يجب أن تركز على إيجاد آلية رقابة على أسعار التذاكر، وتفعيل دور هيئة الطيران المدني في ضبط السوق ومنع الاحتكار، خاصة في ظل غياب المنافسة الحقيقية على العديد من الوجهات، ما يسمح ببروز ممارسات تسعيرية غير عادلة.

أهمية دعم الطيران الوطني

ويؤكد محللون اقتصاديون أن دعم شركات الطيران السودانية ضروري في هذه المرحلة، عبر تقديم تسهيلات في الوقود ورسوم الملاحة الجوية والصيانة، بما يضمن استمراريتها وتحقيق أسعار عادلة للمواطن، دون أن تتحول الأزمة إلى فرصة للربح غير المشروع.

السودان ماضٍ في مغالبة الصعاب

وفي ظل استمرار الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد، يبقى الحفاظ على خطوط الربط الجوي، بأسعار معقولة وخدمات محترمة، من أولويات المرحلة، حتى لا يفقد السودانيون تواصلهم مع العالم الخارجي. ويُعد التراجع الأخير في الأسعار خطوة في الاتجاه الصحيح، وإن كان ما زال أمام الجهات المعنية طريق طويل لتحقيق العدالة الجوية للمواطنين