اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٧ أيار ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تطور مأساوي جديد ضمن سلسلة الأزمات التي يعيشها السودانيون الفارون من جحيم الحرب، أعلن المكتب التنفيذي لمجتمع اللاجئين السودانيين بمخيم كريان دانقو شمالي أوغندا أن (وكالات) الأمم المتحدة أوقفت المساعدات التي كانت تقدمها لأكثر من 60 ألف لاجئ سوداني يقيمون في هذا المخيم الحيوي.
وقف الدعم النقدي بالكامل منذ بداية مايو 2025
قال سكرتير المكتب التنفيذي عثمان آدم عثمان في تصريحات خاصة لـ'الترا سودان' إن المساعدات المالية التي كانت تصرف للاجئين السودانيين داخل مخيم كريان دانقو توقفت بالكامل اعتبارًا من الأول من مايو الجاري، حيث كان كل فرد يحصل شهريًا على ما يعادل 10 آلاف شلن أوغندي، أي نحو 3 دولارات، ما كان يتيح للعائلات شراء الغذاء وبعض الاحتياجات الأساسية.
تزايد أعداد الفارين من السودان والمخيم يكتظ بالواصلين
وأوضح عثمان أن عشرات اللاجئين السودانيين يتدفقون يوميًا على المخيمات الأوغندية الشمالية عبر المطارات والطرق البرية، قادمين من مناطق الحرب المشتعلة داخل السودان، مشيرًا إلى أن المخيمات باتت مكتظة وبحاجة ماسة للمساعدات الطارئة مثل المأوى والغذاء والقسائم النقدية.
وأكد أن مخيم نيو ماينزي القريب من الحدود مع جنوب السودان يشهد يوميًا وصول ثلاث حافلات محملة باللاجئين السودانيين، جميعهم في ظروف إنسانية مأساوية تتطلب تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي.
الأمم المتحدة: خفض التمويل وراء القرار
وبحسب عثمان، فإن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي أبلغا اللاجئين رسميًا بأن المساعدات ستتوقف نتيجة خفض التمويل الدولي، وبشكل خاص بعد تقليص الدعم القادم من الولايات المتحدة الأمريكية، وهي إحدى الجهات الممولة الرئيسية.
مطابخ جماعية تعتمد على التبرعات الفردية
قال عثمان إن 13 مطبخًا جماعيًا فقط تعمل حاليًا في مخيم كريان دانقو لتوفير الطعام المجاني، وذلك عبر الاعتماد على التبرعات من الأفراد وبعض المنظمات الإنسانية، موضحًا أن هذه المبادرات ليست كافية لسد احتياجات 60 ألف لاجئ يعيشون في المخيم موزعين على 11 مربعًا سكنيًا.
انتقادات حادة للأمم المتحدة ودعوات لإعادة التوطين
وجه عثمان آدم عثمان انتقادات حادة للأمم المتحدة، مؤكدًا أن اعتمادها على مصادر تمويل محدودة أثّر سلبًا على استمرارية المساعدات. كما دعا المجتمع الدولي إلى ضرورة تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين السودانيين الذين فروا من حرب طاحنة لا تزال مستعرة في وطنهم.
وطالب عثمان بتبني حلول أكثر فاعلية، أبرزها إعادة توطين اللاجئين في دول ثالثة قادرة على استيعابهم، أو دعمهم في تنفيذ مشاريع إنتاجية داخل المخيمات مثل الزراعة، لضمان بقائهم على قيد الحياة بكرامة.
أكثر من 100 ألف لاجئ سوداني في أوغندا
تُعد أوغندا من أكبر الدول المضيفة للاجئين السودانيين، حيث تشير التقديرات إلى وجود نحو 100 ألف لاجئ فروا من الحرب المستعرة بين الجيش والدعم السريع، لا سيما من العاصمة الخرطوم ومدن أخرى مثل نيالا والفاشر. ويتوزع هؤلاء اللاجئون بين العاصمة كمبالا، ومدينة عنتيبي، والمخيمات الواقعة شمال البلاد.
تحديات متزايدة ونداءات متكررة دون استجابة
رغم التحذيرات المتكررة من تفاقم الأزمة الإنسانية، لا تزال الاستجابة الدولية محدودة، وهو ما يُنذر بمزيد من التدهور في أوضاع اللاجئين الذين يعانون من الجوع وسوء الخدمات الصحية وغياب برامج التعليم لأطفالهم.
المجتمع الدولي مطالب بإنقاذ حياة الآلاف
وفي ظل هذا التدهور المريع، يتزايد الضغط على المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية للوفاء بالتزاماتها، وضمان عدم انهيار المنظومة الإنسانية في مخيمات اللجوء السودانية، خاصة في ظل استمرار تدفق النازحين إلى أراضي أوغندا وبقية دول الجوار.