أكد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، لطفي شطارة، أن التزام المجلس بسياسة الانفتاح الإعلامي واحترام التعددية يُعدّ من الثوابت التي لا تراجع عنها، مشيرًا إلى أن وجود وسائل إعلام وصحفيين مناهضين لتوجهات المجلس خلال السنوات الماضية دون أي تضييق عليهم، يُعدّ 'شهادة حية' على رفض الانتقالي لسياسة تكميم الأفواه أو فرض وصاية على الرأي العام.

77.235.62.132

وفي تصريحات صحفية، عبّر شطارة عن استنكاره الشديد لما وصفه بـ'الإجراءات غير المبررة' التي طالت رئيس تحرير صحيفة 'عدن الغد'، فتحي بن لزرق، معتبرًا أن ما جرى 'مرفوض جملةً وتفصيلًا'، ولا يعكس بأي حال من الأحوال سياسة المجلس الانتقالي الجنوبي أو رؤيته تجاه العمل الإعلامي والصحفي.

وأوضح شطارة أن المجلس الانتقالي، ومنذ تأسيسه، اتخذ موقفًا واضحًا في دعم الحريات الصحفية واحترام التنوّع في الخطاب الإعلامي، حتى مع وجود وسائل إعلام تنتقد توجهاته أو تعارضها، مؤكدًا أن هذا النهج يُعدّ جزءًا لا يتجزأ من مشروعه السياسي القائم على الديمقراطية والتعددية.

وشدّد عضو هيئة الرئاسة على ضرورة محاسبة 'المتسببين في هذا العمل النزق'، داعيًا الجهات المعنية داخل المجلس إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات التي تسيء – بحسب قوله – إلى سمعة الانتقالي ومبادئه. وقال: 'لا يمكن أن نسمح بأن تُنسب إلينا أفعال لا نقرّها ولا نتبناها، خاصةً إذا كانت تمسّ الحريات العامة أو تُهدّد مناخ العمل الإعلامي الذي نحرص على ترسيخه'.

وأضاف شطارة أن المجلس الانتقالي يُدرك تمامًا أن حرية الصحافة والتعبير تُعدّ ركيزة أساسية لأي مشروع وطني جاد، مشيرًا إلى أن التعددية الإعلامية ليست ترفًا، بل ضرورة لبناء مجتمع مدني قائم على الحوار والشفافية.

وتأتي تصريحات شطارة في وقت تشهد فيه الساحة الإعلامية في جنوب اليمن حالة من التوتر بعد تقارير عن تعرض رئيس تحرير 'عدن الغد' لإجراءات تقييدية، ما أثار موجة من الاستنكار داخل الأوساط الصحفية والإعلامية المحلية والدولية، ودفع عددًا من الشخصيات العامة إلى المطالبة باحترام الحريات الصحفية وعدم المساس باستقلالية العمل الإعلامي.

ويُنظر إلى موقف شطارة على أنه محاولة من داخل قيادة الانتقالي لتهدئة الغضب الإعلامي وتأكيد التزام المجلس بخطاب الانفتاح، في ظل سعيه لتعزيز صورته كقوة سياسية تحترم التعددية وتُقدّر دور الإعلام في صناعة الوعي وتشكيل الرأي العام.