تتصاعد في بعض الأعمال الدرامية فكرة بيع الأعضاء البشرية، خاصة الكلية، كحل لمشاكل مالية مستعصية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك، مسلسل 'كارثة طبيعية'، حيث ظهر أحد الشخصيات يحاول بيع كليته مقابل المال لتغطية احتياجاته المادية، لكن بعيدًا عن السيناريوهات الدرامية، فإن هذه القضية تحمل أبعادًا قانونية وصحية معقدة، ويجب على كل شخص إدراك خطورة الأمر قبل التفكير فيه، لأنه ليس مجرد حل سهل أو سريع كما يظهر في الأعمال الفنية.

كارثة طبيعية يوضح ثمن الكلى في السوق السوداء

في الواقع بيع الكلية أمر محظور قانونيًا في معظم دول العالم، ويُعد جريمة يعاقب عليها القانون ورغم ذلك، يشير بعض الباحثين إلى وجود سوق سوداء تعرض أسعارًا مرتفعة، قد تصل إلى 50–200 ألف دولار أمريكي حسب الدولة وحجم الطلب، هذه الأرقام متقلبة وتعتمد على الظروف الاقتصادية والاجتماعية، لكنها تحمل مخاطر كبيرة لمن يشارك فيها، بما في ذلك التعرض للنصب أو الاستغلال، ومن المهم الإشارة إلى أن الأسعار التي تظهر في المسلسلات أو الأفلام غالبًا ما تكون مبالغًا فيها لأغراض الدراما، وليست انعكاسًا للواقع وعرض مسلسل كارثة طبيعية يوضح ظاهرة بيع الكلى بسبب الفقر والاحتياج للمال.

بيع الكلى بين الدراما والواقع

بينما يقدم مسلسل 'كارثة طبيعية' مثالًا دراميًا على بيع الكلية للحصول على المال، يجب على المشاهدين إدراك الفرق بين الخيال والواقع، الحقيقة أن مثل هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر القانونية والطبية والنفسية، ولا تعتبر حلًا حقيقيًا للمشاكل المالية، التوعية بالمخاطر والبحث عن بدائل قانونية وآمنة، مثل المساعدات الاجتماعية أو الدعم الطبي والمالي، تظل السبيل الأكثر أمانًا للحفاظ على الصحة والحياة بشكل مستقر.

المخاطر الصحية لبيع الكلية

بيع الكلية أو التبرع بها ينطوي على مخاطر صحية جسيمة وبعد استئصال الكلية، قد يواجه الشخص مشاكل في الكلية المتبقية، مثل ضعف قدرة الجسم على تصفية السموم، وارتفاع ضغط الدم، والإصابة بأمراض مزمنة وإضافة إلى ذلك، هناك مخاطر التخدير والجراحة، بما في ذلك العدوى والنزيف ومضاعفات طويلة الأمد، على المدى البعيد، يمكن أن يؤثر هذا القرار على جودة الحياة اليومية، ويجعل الشخص أكثر عرضة لمشاكل صحية قد تستمر سنوات عديدة بعد العملية.

الجانب النفسي والاجتماعي

إلى جانب المخاطر الصحية، يواجه من يفكر في بيع كليته أعباء نفسية واجتماعية كبيرة. من أبرزها الشعور بالندم، والضغط النفسي نتيجة القرارات المالية الصعبة، والعزلة أو الوصمة الاجتماعية نتيجة الانخراط في تجارة غير قانونية. هذه التأثيرات النفسية قد تكون أكثر خطورة من الجانب الجسدي بالنسبة لبعض الأشخاص، إذ يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب أو اضطرابات القلق المستمرة.