يتعرض تطبيق تيليجرام لموجة انتقادات قاسية بعد اعتقال مؤسسه ومديره التنفيذي بافيل دوروف، في العاصمة الفرسية 'باريس' للتحقيق معه في جرائم مزعومة تتعلق بتطبيق المراسلة، مثل الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات.

ومنذ إنشائه في عام 2013، واجه تطبيق المراسلة المشفر الذي أسسه بافيل دوروف وشقيقه نيكولاي، مشاكل مع الحكومات في جميع أنحاء العالم، حيث صنع لنفسه اسما لنشر المعلومات المضللة ونشر التطرف، كما أطلق عليه البعض لقب “برنامج الإرهاب”.

لا يوجد تطبيق مراسلة مشابه لـ تيليجرام على الرغم من كونه خدمة قائمة على الرسائل النصية مثل واتساب وسيجنال، إلا أنه على الجانب الآخر منصة مراسلة مشهورة أيضا باستخدامها من قبل المجرمين والإرهابيين، والتي أصبحت تقريبا نسخة سهلة الوصول من الويب المظلم.

ووفقا للنتائج التي توصل إليها تقرير صادر من Guardio أوائل العام الجاري، إلى أن تطبيق المراسلة المملوك للملياردير الروسي 'بافيل دوروف' تطور في السنوات الأخيرة ليصبح مركزا مزدهرا حيث يمكن لمجرمي الإنترنت ذوي الخبرة والمبتدئين مشاركة الأدوات والمعرفة غير القانونية بشكل علني أو كما يوصف بـ 'جنة المحتالين'.

ونتيجة لذلك، ظهرت سلسلة توريد مظلمة وجيدة التنظيم من الأدوات لسرقة بيانات الضحايا ضمن هذا النظام البيئي، كما ازدهرت في الآوانة الأخيرة، قنوات مجانية وبرامج تعليمية ومجموعات أدوات على تيليجرام، وذلك بالإضافة إلى قنوات متخصصة في تسريب الامتحانات والتي اشتهرت بين طلاب الثانوية العامة في مصر باسم 'شاومينج'.

كما يمكنك أيضا العثور على قراصنة إنترنت مأجورين، يقدمون كل ما يلزم لإنشاء حملة برامج ضارة كاملة وشاملة، وبعبارة أخرى، كما أشار التقرير، فقد تم إضفاء الطابع الديمقراطي على نظام التصيد الاحتيالي.

خلال العام الماضي، أبلغ الفريق الأمني بشركة Kaspersky عن نفس المشكلة بتطبيق تيليجرام، محذرا من أن المحتالون الإلكترونيون تعرفوا على الميزات المفيدة لتطبيق المراسلة، مما جعله فرعا من شبكة الإنترنت المظلمة.

ويقون الهاكرز يإنشاء قنوات على تيليجرام يقوموا من خلالها بتعليم متابيعهم أدوات التصيد الاحتيالي، ويستعرض تقرير Guardio مدى سهولة قيام مجرمي الإنترنت بإنشاء صفحة ويب للتصيد الاحتيالي، وترتيب استضافتها، وحتى إرسال رسائل بريد إلكتروني ترتبط بعملية الاحتيال الخاصة بهم، مما يسهل عليهم الاستيلاء على حسابات الضحايا المصرفية.

وخلال عام 2021، كشف تحقيق أجراه فريق مختبر الأبحاث vpnMentor على تطبيق تيليجرام، عن أن البيانات المخترقة الخاصة بملايين الأشخاص تتم مشاركتها علنا في المجموعات والقنوات على المنصة.

وخلص التحقيق الذي اجراه باحثو الأمن السيبراني، إلى أن خدمات الشبكة الافتراضية VPN، تعزز مكانة تيليجرام كملاذ آمن لمجرمي الإنترنت، كبديل سهل الاستخدم عن شبكة الويب العنكبوتية المظلمة، حيث يستخدم مجرمي الإنترنت منصة الاتصالات المشفرة الشهيرة، من أجل مشاركة كماً هائلاً من البيانات المسربة، والتي يمكن أن تعرض الملايين من الأشخاص لمستويات غير مسبوقة من الاحتيال والقرصنة والهجوم عبر الإنترنت دون خوف من الملاحقة القانونية.

اكتشف باحثو vpn Mentor، بعد فحص الاتجاه المتزايد لمجرمي الإنترنت الذين يشاركون البيانات المسربة على تيليجرام، إذ اكتشفوا أن المتسللون يشاركون علانية مقالب البيانات المسربة في قنوات تيليجرام بعضها يضم أكثر من 10 آلاف عضو.

وعلى الرغم من أن البيانات المسربة يتم مشاركتها عادة عبر الويب المظلم Dark Web، وهو المكان الذي يجتمع فيه الأشخاص الأشرار وسيئو النية من الذين يقومون بمشاركة بيانات الاعتماد المسروقة، إلا أن تيليجرام يعتبر وسيلة أسهل للقيام بذلك، حيث يتطلب بيانات أقل لتسجيل الدخول واستخدام الخدمة، وذلك مقارنةً بشبكة الإنترنت المظلمة وهي محصنة ضد هجمات رفض الخدمة الموزعة (DDoS)، ولا يمكن الوصول لها من خلال محركات البحث التقليدية.