• هل نتوقع اتفاقية دفاع استراتيجية بين باكستان والكويت في المستقبل القريب؟

- دائماً وقفت باكستان إلى جانب الكويت، ونحن ملتزمون تماماً بسيادتها وأمنها وسلامة أراضيها، وتعاوننا الدفاعي يستند إلى إطارٍ متين، وهو مثال يُحتذى، لا سيما في مجال التدريب وتبادل المعلومات الاستخباراتية. وبعد تحرير الكويت، قدَّم جنود باكستانيون تضحيات كبيرة في إزالة الألغام، حيث استشهد العديد منهم على أرض الكويت. هذه التضحيات خير دليل على التزام باكستان الراسخ بأمن الكويت.

وتؤكد التطورات الأخيرة في منطقة الخليج وجنوب آسيا هذا الصيف أهمية توحيد الجهود، وتعزيز التعاون بين باكستان والكويت في كل المجالات، خصوصاً بمجال الدفاع والأمن. فباكستان والكويت تواجهان تحديات مشتركة لا تفرق بين الحدود وتؤثر على استقرار المنطقة، وهذا ما يجعل وحدتنا وقوتنا المشتركة ضرورية أكثر من أي وقتٍ مضى.

وأُثني على الحكمة التي يتمتع بها نهج الكويت في السياسة الأمنية والدفاعية والسياسة الخارجية، بقيادة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، إذ أسهمت هذه القيادة الحكيمة في حماية مصالح الكويت، وتعزيز مكانتها الدولية، والمساهمة في استقرار المنطقة. وباكستان تُقدِّر قيادة سمو الأمير، وتفتخر بالوقوف إلى جانب الكويت.

• ما آخر التطورات في العلاقات الدفاعية بين البلدين؟

- شراكتنا الدفاعية قوية ومتنامية. وقد تلقى العديد من الضباط الكويتيين تدريبهم في أرقى المؤسسات العسكرية في باكستان، ولا يزال التعاون الاستخباراتي يؤدي دوراً مهماً. ويظل البلدان ملتزمين بتعزيز هذا التعاون، انطلاقاً من أواصر الأخوّة والتضامن.

• هل سنشهد في المستقبل القريب زيارة لرئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف إلى الكويت؟

- العلاقات بين قيادتَي البلدين قائمة على التواصل المستمر والتنسيق الوثيق، والزيارات الرسمية تتم في الوقت الذي يخدم مصلحة الجانبين.

نحن نُولي الكويت أهمية قصوى، ونعمل على تعزيز العلاقات الثنائية بجميع المجالات، بما في ذلك الدفاع والتجارة والعلاقات بين الشعوب.

• ما تعليقكم على زيارة رئيس وزراء بلادكم الأخيرة إلى السعودية، وما نتج عنها من اتفاق دفاعي استراتيجي؟

- زيارة رئيس الوزراء إلى السعودية، وتوقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجية المشتركة تُجسِّد عُمق العلاقات الأخوية التي تربط باكستان بالمملكة. ودائماً اعتبرت باكستان أمن شبه الجزيرة العربية مسؤولية مقدَّسة. وشعبنا، كما دلَّ عليه التاريخ، مستعد للوقوف إلى جانب إخواننا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدفاع عن هذه الأرض المباركة، حتى لو ضحَّى بعضهم بأرواحهم. هذا الاتفاق يؤكد عزيمتنا المشتركة على ردع العدوان، وحماية السلام في المنطقة وخارجها.

• هلّا حدثتنا عن شراكتكم مع الصندوق الكويتي للتنمية؟

- وقّعت باكستان، 22 سبتمبر الماضي، اتفاقية تمويل بقيمة 25 مليون دولار من الصندوق الكويتي للتنمية لتمويل مشروع «سد مهمند» خلال السنة المالية الحالية، ليصل إجمالي مساهمة الصندوق في المشروع إلى 100 مليون دولار.

وتعكس هذه الاتفاقية تنامي الشراكة التنموية بين الكويت وباكستان، إذ وقف الصندوق الكويتي إلى جانب باكستان منذ عام 1976، من خلال تمويل مشاريع تنموية غيّرت حياة الملايين، شملت محطات لنقل الطاقة، وخطوط أنابيب الغاز، وطرقاً حديثة، ومؤسسات للتعليم العالي، ومشاريع كهرومائية رائدة.

وكل مشروع يُنجز بالتعاون مع الصندوق الكويتي هو رمز للثقة والتضامن، وتجسيد لمشاعر المحبة التي يكنها الشعب الكويتي لباكستان.

ودائماً رأت الكويت في باكستان دولة شقيقة، وأن ازدهارها يرتبط بالتزام الكويت المشترك بالرخاء والازدهار للجميع. وهذا التعاون المتين بين البلدين خير دليل على عمق الصداقة الثنائية، وهو ما ينعكس إيجاباً على حياة ملايين الناس.