اخبار تونس
موقع كل يوم -جريدة الشروق التونسية
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
نشر النائب بمجلس نواب الشعب المشارك في أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة تدوينة على صفحته بالفاسبوك بعنوان رسالة اليوم الرابع من رحلة الصمود الى غزة: نحن نتقدم فعليا نحو غزة، لا في الفضاء الرقمي يرد من خلالها على من وصفهم بـأمراء الفايسبوك الذين يمارسون رياضة وطنية وهي السخرية من كل من يتحرك أو يحاول أن يفعل شيئًا
وأكد محمد علي أن الأسطول يبحر ويغامر ويعاني ويقترب كل دقيقة من غزة وأهلها الطيبين ويترك أثرًا خالدًا على التاريخ. أما أنتم؟ مجرد أصابع ملوثة على لوحة مفاتيح، أصواتكم المرهقة من السخرية لن تُسمع، وضحككم سيختفي أمام الأمواج وأمام الواقع وأمام الحقيقة التي لا يمكن لأحد أن يحجبها. أنتم مجرد فراغ، ظل بلا وزن، بلا طعم، بلا أثر، وجندي رقمي غير مدرك في صفوف الأعداء.
وفيما يلي نص التدوينة:
اليوم الرابع لأسطول الصمود في البحر، في المياه الدولية والأمواج تتقافز كأنها تعرف أن من فيها رجال ونساء لا يهابون الموت ولا الأمواج. وفي الضفة الأخرى، في صالات الهواء المكيف والمقاعد الرخيصة، يجلس 'أمراء الفيسبوك'، أو لنقل أبطاله الافتراضيين، يمارسون رياضة وطنية: السخرية من كل من يتحرك أو يحاول أن يفعل شيئًا
إلى كل 'أمراء الشبكة الزرقاء' الذين يجلسون في غرف مظلمة، يتظاهرون بالشجاعة وراء شاشاتهم المضيئة، استيقظوا من وهمكم: كل ضحكة، كل ميم، كل تعليق ساخر تكتبونه، لا يظل مجرد تفاهة، بل يصبح جزءًا من آلة إعلامية تخدم أجندة صهيونية ضد من يغامرون من أجل الحرية. أنتم تظنون أن العالم كله ينتظر حكم أصابعكم الكسولة، بينما في الحقيقة، أنتم مجرد أصوات فارغة تحرك الريح في اتجاه أعداء الحقيقة، دون أن تدركوا.
تضحكون من خلف شاشاتكم على الأسطول الذي يواجه الأمواج، الخطر، والتهديد، وكأن البطولة حكر على أصابعكم المتسخة من الضغط على أزرار بلا وزن. أنتم لا تعرفون التعب، لا الخوف، لا حرارة الشمس، ولا رذاذ الملح الذي يلسع العينين، ولا شعور التضحية الذي يختبره كل من يغامر. كل ما تعرفونه هو غرفة ضيقة، وكرسي رخو وهاتف مضيء وكأس شاي بارد، وحياة كلها أصوات وصور وإيموجي.
تتحدثون عن 'لو كنت مكانهم…'، وكأنكم تعرفون معنى المكان. أنتم لم تعبروا شارعًا مزدحمًا دون خوف، لم تواجهوا أمواجًا حقيقية، لم تحملوا مسؤولية حياة أو أمل. كل شجاعة حقيقية تختفي عند أول اختبار، بينما أنتم مجرد صدى ضحك هش، ظل يتراقص على جدار افتراضي، صوت بلا وزن يختفي عند أول مواجهة حقيقية.
وما يزيد الأمر خطورة، أن كل سخرية منكم، كل ميم، كل تعليق ساخر، يتم توظيفه من قبل من يراقبون الإنترنت. تصبحون بدون أن تدركوا عن غباء او جهل أدوات في يد الأعداء، تعملون على تشويش الرأي العام وإضعاف معنويات الناشطين وتشويه البطولة الحقيقية. كل ضحكة هشة منكم تُحوّل إلى مادة إعلامية تخدم أجندة صهيونية وتصنع منكم جنودًا رقميين في معركة لم تختاروها ولكنكم ساهمتم فيها بلا وعي.
تتفاخرون بذكائكم وتتفاخرون بمعرفتكم وتستهزئون بالآخرين ولكن البحر لا يحترمكم والأمواج لا تعرفكم والموت لا يتأخر عنكم ليذكركم بضعفكم. أنتم لن تبحروا أبداً ولن تواجهوا الأمواج ولن تعرفوا معنى التضحية. كل ما تفعلونه هو مراقبة الآخرين وإطلاق تعليقات فارغة كأنكم تحاولون أن تشعروا بالوجود، بينما كل العالم يعرف الحقيقة: أنكم لا وجود لكم إلا في وهمكم الصغير.
الأسطول يبحر ويغامر ويعاني ويقترب كل دقيقة من غزة وأهلها الطيبين ويترك أثرًا خالدًا على التاريخ. أما أنتم؟ مجرد أصابع ملوثة على لوحة مفاتيح، أصواتكم المرهقة من السخرية لن تُسمع، وضحككم سيختفي أمام الأمواج وأمام الواقع وأمام الحقيقة التي لا يمكن لأحد أن يحجبها. أنتم مجرد فراغ، ظل بلا وزن، بلا طعم، بلا أثر، وجندي رقمي غير مدرك في صفوف الأعداء.
التاريخ سيخلد من غامر ومن واجه ومن جعل البحر شاهدًا على عزيمته. أما أنتم، فسيبقى صوتكم مجرد صدى هزيل، ايماتكم مجرد دخان في الريح وسيبقى ضحككم هشًا أمام الواقع، وكل سخرية لن تؤدي سوى إلى تعزيز أجندة من يراقبونكم، ويبتسمون لكل تعليق ساخر يضعف من معنويات من يغامرون من أجل حياة وحرية الآخرين.
في النهاية، البحر سيبقى والأمواج ستظل والتاريخ سيخلد البطولة الحقيقية، أما أنتم، فستظلون مجرد وهم افتراضي، مضحكا بلا وزن وضحكا هشا لا يغير شيئًا . لن يكونوا سوى أداة في يد من يريدون تحويل كل أصواتكم الساخرة إلى بندقية ضد الأمل والحياة.
لا شيء سيذكركم إلا هزلكم. كل نكتة وكل تعليق وكل إعادة تغريد مجرد ضحك ضعيف يذوب أمام الواقع الحقيقي. أما الأسطول؟ سيبقى، وسيكتب التاريخ عن من غامر وعن من واجه وعن من جعل البحر شاهداً على عزيمته. وأنتم؟ مجرد نسخ افتراضية بلا وزن وبلا طعم وبلا أثر، مجرد هواء يختفي عند أول موجة حقيقية.