اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في تطوّر دبلوماسي وأمني يحمل دلالات خطيرة، رفض رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، طلبًا رسميًا من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، التزم فيه السودان بالحياد في حال اندلاع حرب محتملة بين إثيوبيا من جهة، وإريتريا وجبهة تحرير تيغراي من جهة أخرى.
طلب إثيوبي لحياد سوداني يقابله تجاهل رسمي
كشفت صحيفة 'أفريكا إنتلجنس' الفرنسية، المقرّبة من دوائر المخابرات، أن وفدًا إثيوبيًا رفيع المستوى زار مدينة بورتسودان في يونيو الماضي، ضمّ مدير جهاز المخابرات الإثيوبي رضوان حسين ومستشار رئيس الوزراء لشؤون شرق أفريقيا غيتاشو رضا، حاملاً رسالة شخصية من آبي أحمد إلى البرهان.
وتضمنت الرسالة طلبًا واضحًا من السودان بعدم دعم أي طرف في حال نشوب صراع إقليمي وشيك، مع التأكيد على عدم السماح باستخدام منطقة الفشقة كمنصة لوجستية لدعم التغراي أو القوات الإريترية. إلا أن الرد السوداني جاء صامتًا وباردًا، بحسب الصحيفة، ما فُهم على أنه رفض دبلوماسي للطلب الإثيوبي.
غضب سوداني غير معلن من دعم إثيوبيا لحميدتي
وأشارت مصادر استخباراتية إلى أن موقف البرهان الرافض يرتكز على امتعاض رسمي من سياسة إثيوبيا، خاصة استقبالها لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” في أديس أبابا أواخر عام 2023، وهو ما اعتبرته الخرطوم دعمًا صريحًا لتمرد مسلح يستهدف الدولة السودانية.
وأضافت الصحيفة أن الغضب السوداني من إثيوبيا تعمق بعد إعلان الأخيرة عن تدشين سد النهضة في سبتمبر 2025، وهي خطوة رأتها الخرطوم استفزازًا متعمدًا يهدد مصالحها الحيوية في مياه النيل.
قراءة في دلالات الخطاب الإثيوبي
لم يشر مدير المخابرات الإثيوبي في تغريدته التي أعقبت الزيارة إلى البرهان أو الفريق أول مفضل مدير المخابرات السودانية بأي صفة رسمية، وهو ما فسّره المراقبون على أنه انعكاس لفتور اللقاء، وربما توتر في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
خطة إثيوبية – إماراتية لزعزعة استقرار الإقليم
وتداولت مصادر معلومات عن تحركات تقودها إثيوبيا بدعم إماراتي لإشعال صراع مع إريتريا بهدف فرض سيطرتها على أحد الموانئ الاستراتيجية على البحر الأحمر، في ظل حرمانها من منفذ بحري مباشر. وتشير هذه التحركات إلى تحوّلات جيوسياسية قد تغيّر شكل التحالفات في منطقة القرن الأفريقي.
محور إقليمي مضاد يتشكل بصمت
بموازاة ذلك، تحدثت مصادر عسكرية عن ترتيبات لتشكيل محور عسكري جديد يضم السودان، ومصر، والصومال، وإريتريا، لمواجهة أي تحركات عدوانية من إثيوبيا في المنطقة. ورغم غياب التصريحات الرسمية من العواصم المعنية، إلا أن مؤشرات ميدانية تؤكد أن الإعداد جارٍ على قدم وساق.
إريتريا تتهم أديس أبابا بـ'تأجيج الصراع'
في المقابل، أصدرت وزارة الإعلام الإريترية بيانًا حادًّا، اتهمت فيه إثيوبيا بـ'استغلال القنوات الدبلوماسية لتبرير عدوان مرتقب'، وكشفت عن رسائل وجهتها الحكومة الإثيوبية إلى عدد من قادة الدول تزعم فيها وقوع 'استفزازات متكررة' من جانب إريتريا، ما وصفته أسمرة بمحاولة لتهيئة الأجواء لحرب تريدها إثيوبيا أكثر مما تخشاها.
أزمة إقليمية تطل برأسها من خاصرة السودان
تأتي هذه التطورات في لحظة مفصلية، حيث يعاني السودان من أزمة داخلية معقدة، ويكافح لتثبيت استقراره في ظل انقلاب المشهد الأمني في البحر الأحمر والقرن الأفريقي. وقد يصبح السودان، شاء أم أبى، جزءًا من صراع إقليمي متنامٍ، لن يكون محايدًا فيه هذه المرة، كما تشير دلائل الموقف الرسمي من زيارة الوفد الإثيوبي.