اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٩ أيلول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
تمكن الجيش السوداني فجر اليوم الاثنين من تنفيذ عملية إسقاط جوي جريئة ومباغتة فوق سماء مدينة الفاشر، أسقطت خلالها مئات الأطنان من المساعدات الغذائية والمعدات العسكرية داخل مواقع الفرقة السادسة مشاة بالمدينة المحاصرة.
تفاصيل المأمورية ووقائع الميدان
أفاد شهود عيان بأن طائرة من طراز 'أنتونوف' تابعت للقوات الجوية انطلقت في الرابعة وسبع عشرة دقيقة فجر اليوم وبقيت تحلق فوق الفاشر نحو ساعة قبل أن تفرغ حمولتها كاملة داخل خطوط الفرقة دون أن تتمكن مضادات المليشيا الأرضية من اعتراضها، فيما بثّت القوات المشتركة لاحقاً فيديو يوثق وجود الإمدادات بجانب نقاطها.
مؤشرات عسكرية واستراتيجية
يرى مراقبون عسكريون أن نجاح هذه المأمورية جاء بعد ضرب منظومات الدفاع الجوي للمليشيا في محيط الفاشر وتدمير آخرها في منطقة 'جقو جقو' خلال طلعات سابقة، ما يفتح الباب أمام تكرار عمليات الإمداد الجوي ويمنح الجيش هامش حركة أوسع قد يمهّد لتحوّل استراتيجي من الدفاع إلى الهجوم بهدف فك الحصار.
أثر نفسي وإنساني للناجين والمدنيين
تعتبر لجان المقاومة عودة الطيران الحربي بشرى للمدنيين المحاصرين، إذ أعاد الإمداد بعض الطمأنينة لسكان يعانون نقص الغذاء والدواء، بينما حذر مختصون إنسانيون من أن إسقاط الإمدادات لا يغني عن فتح ممرات آمنة ومستدامة لإدخال المساعدات إلى المدينة ورفع الحصار نهائياً.
قراءات تحليلية وسياسية
يرجح المحلل السياسي د. الفاضل محمد محجوب أن العملية قد تكون مقدمة لتعديل خطط الجيش في الفاشر والانتقال إلى هجمات منسقة تستغل حالة هشاشة المليشيا، فيما يرى أستاذ العلوم السياسية د. محمد عمر أن أهمية العملية تكمن في البعد الإنساني أكثر من البعد العسكري، مع إمكانية أن تحدث انعطافات ميدانية إذا رافقها تدفق مستمر للإمداد الجوي أو البري.
السيناريوهات المحتملة
إذا تكرر السقوط الجوي وتمكن الجيش من المحافظة على تفوقه الجوي بعد تدمير منظومات الدفاع، فقد تشهد الأيام المقبلة زيادة في وتيرة العمليات الهجومية حول الفاشر ما قد يفضي إلى انتزاع مزيد من السيطرة عن محيط المدينة وبلورة مسار فك الحصار تدريجياً، بينما يبقى احتمال تصعيد المليشيا ومحاولاتها المضادة وارداً بقوة.