اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أطلق السياسي السوداني المعروف، مبارك الفاضل، تصريحات مثيرة للجدل دعا فيها الجيش السوداني إلى 'الاكتفاء بما حققه من انتصارات' وترك ما تبقى من قوات الدعم السريع، وهي الدعوة التي أثارت ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والعسكرية والإعلامية.
تصريحات الفاضل تفجر عاصفة سياسية وعسكرية
في تصريحات جديدة بثها عبر أحد المنصات الإعلامية، قال رئيس حزب الأمة 'مبارك الفاضل' إن الوقت قد حان للجيش السوداني لوقف التقدم العسكري والاكتفاء بالمواقع التي تمت السيطرة عليها، معتبراً أن 'الهدف الاستراتيجي قد تحقق' حسب وصفه.
وأوضح الفاضل أن استمرار المعارك قد يطيل أمد الصراع دون جدوى، لافتاً إلى أن الوضع الإنساني المتدهور في البلاد يتطلب حلولاً سياسية عاجلة، لا مزيداً من التصعيد العسكري.
دعوة لوقف التصعيد تثير تساؤلات
ورأى مراقبون أن دعوة مبارك الفاضل، رغم ما تحمله من طابع إنساني وسياسي، قد تُفهم على أنها دعوة للتهدئة مع قوات الدعم السريع، الأمر الذي قوبل بتحفظ واسع في الأوساط المؤيدة للجيش السوداني، خاصة أن هذه القوات متهمة بارتكاب انتهاكات واسعة بحق المدنيين.
وتساءل كثيرون عن الرسائل الضمنية التي تحملها هذه التصريحات، وإن كانت تعكس نوعاً من التناغم غير المعلن مع بعض القوى الخارجية التي تسعى لإحداث تسوية سياسية على حساب الحل العسكري الكامل.
الجيش يواصل تقدمه على الأرض
في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش السوداني على تصريحات مبارك الفاضل، غير أن مصادر ميدانية تؤكد أن القوات المسلحة تواصل تقدمها في عدة محاور، وسط انهيارات متسارعة في صفوف قوات الدعم السريع في ولايات دارفور والخرطوم.
وأشارت التقارير إلى أن الجيش يحقق مكاسب ميدانية متتالية ويستعيد السيطرة على مدن ومناطق استراتيجية كانت خاضعة لسيطرة الدعم السريع منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.
تحذير من 'صفقة سياسية على حساب العدالة'
من جهتهم، حذر نشطاء ومحللون من خطورة الذهاب نحو تسوية سياسية تضمن بقاء قادة الدعم السريع دون محاسبة، معتبرين أن 'التوقف في منتصف الطريق' يعني مكافأة من تورطوا في جرائم ضد الإنسانية، وهو ما يتعارض مع مطالب الشعب السوداني في العدالة والمحاسبة.
وأكدوا أن أي دعوة لترك ما تبقى من قوات الدعم السريع دون تفكيكها الكامل، تمثل 'خيانة لتضحيات الشهداء'، وتنسف جذور المشروع الوطني لاستعادة الدولة السودانية من قبضة الميليشيات.
صمت سياسي وارتباك إعلامي
وفي الوقت الذي لم تعلق فيه الأحزاب السياسية الكبرى على دعوة الفاضل، ساد صمت واضح لدى المكونات المدنية المشاركة في العملية السياسية السابقة، فيما اكتفى بعض المراقبين بوصف الدعوة بأنها 'إعادة تدوير لفكرة التسوية الإقليمية'.
واعتبر إعلاميون أن التوقيت الذي أطلق فيه مبارك الفاضل تصريحه لا يخلو من رسائل خفية، خاصة مع اقتراب موعد القمة الإفريقية المصغرة لمناقشة الأزمة السودانية، ما يفتح الباب أمام تكهنات بشأن وجود تفاهمات دولية يجري الترويج لها.
الشارع السوداني يرفض أي تسوية مع الدعم السريع
في المقابل، عبّر قطاع واسع من الشارع السوداني عن رفضه المطلق لأي تسوية مع قوات الدعم السريع، خاصة بعد الكشف عن الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها بحق المدنيين في العاصمة وأقاليم السودان المختلفة.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات تؤكد ضرورة 'اجتثاث التمرد من جذوره'، ورفضت أي محاولة 'لإعادة دمج من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء'، في إشارة واضحة إلى قادة الدعم السريع.
مراقبون: التصريحات تخدم أجندة خارجية
ويرى مراقبون أن تصريحات مبارك الفاضل تصب في صالح القوى الإقليمية والدولية التي تضغط منذ شهور من أجل وقف إطلاق النار وفرض تسوية سياسية، حتى لو كانت على حساب السيادة الوطنية، معتبرين أن الفاضل ربما يتحرك ضمن هذا السياق بتوجيه أو توافق مع أطراف خارجية.
هل تمهد هذه التصريحات لتسوية مقبلة؟
طرح البعض تساؤلات بشأن ما إذا كانت هذه التصريحات تمهيداً لإطلاق مبادرة دولية جديدة تعيد طرح سيناريو الشراكة مع الدعم السريع، ولكن تحت غطاء جديد، وربما بوجوه سياسية مختلفة.
ورجّح آخرون أن تكون محاولة لجس نبض الشارع السوداني حول فكرة التسوية، ومحاولة تمريرها تدريجياً عبر شخصيات معروفة بقربها من مراكز التأثير الخارجي.
انتقادات واسعة وتحذيرات من التفاف على الثورة
وهاجم عدد من الكتاب والنشطاء تصريحات مبارك الفاضل بشدة، واعتبروها طعنة في خاصرة الثورة السودانية، محذرين من 'التفاف سياسي' يستهدف إعادة إنتاج نظام الميليشيات بواجهة مختلفة.
وأكدوا أن استكمال تحرير البلاد من قوات الدعم السريع لا بد أن يكون هدفاً وطنياً لا تنازل عنه، وأن أي دعوة لترك ما تبقى من هذه القوات هو بمثابة 'صفقة مرفوضة وطنياً وأخلاقياً'.