اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٧ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
انتشرت خلال الساعات الماضية معلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تزعم أن رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، أعلن تأييده لحكومة تحالف تأسيس التي يقودها محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وتهنئته له كرئيس للمجلس الرئاسي في السودان. إلا أن هذه المزاعم أثارت جدلًا واسعًا، وأكدت مصادر رصد إعلامية عدم صحتها، محذرة من خطورة مثل هذه الشائعات على المشهد السياسي المتوتر أصلًا في السودان.
منصات مجهولة تقف وراء الشائعة
المعلومة التي تم تداولها بكثافة ظهرت على منصات اجتماعية بعضها مجهول الهوية أو يُدار من قبل جهات مشبوهة. أبرز هذه المنصات: صفحة “لجان المقاومة السودانية” التي تضم أكثر من 216 ألف متابع، و“أشاوس كردفان ودارفور” التي تضم نحو 206 ألف متابع، فضلًا عن حسابات مثل “إدريس ياسر إدريس” و“السودان في قلب الإمارات”.
اللافت أن هذه الحسابات نشرت نصًا موحدًا وبصيغة واحدة، جاء فيه: “دولة جنوب السودان تعترف بحكومة السلام والوحدة، الرئيس سلفاكير ميارديت يهنئ رئيس جمهورية السودان الفدرالية الأمير محمد”، وهو ما أثار الشكوك حول تنسيق النشر وتوقيت ظهوره.
لا أثر رسمي للتصريح المزعوم
مرصد إعلامي مستقل، يعمل على رصد الشائعات وتدقيق الأخبار المتداولة بشأن السودان، فند صحة هذا الادعاء، مؤكدًا أن أي تصريح أو بيان رسمي منسوب لسلفاكير لم يُنشر في أي من القنوات الرسمية المعتمدة في جنوب السودان، بما في ذلك:
كما لم يصدر أي بيان أو تصريح مشابه عن أي مصدر سياسي معروف في جنوب السودان، أو أي وسيلة إعلامية موثوقة محليًا أو دوليًا، وهو ما يؤكد أن التصريح مفبرك، ويمثل جزءًا من حملة تضليل إعلامي تستهدف الرأي العام السوداني.
سياق التضليل وتوظيف الإعلام المضاد
المعلومات المفبركة تأتي في إطار حملة متكررة تشنها منصات محسوبة على تحالف تأسيس والدعم السريع، تستهدف من خلالها تشكيل واقع إعلامي جديد عبر بث رسائل مضللة وموجهة. ويبدو أن الهدف من هذه الموجة هو إعطاء شرعية دولية مزعومة لخطوات التحالف الموازي، وفي مقدمتها إعلان محمد حمدان دقلو رئيسًا لمجلس رئاسي مفترض.
وتعمد هذه الجهات إلى إقحام أسماء زعماء دول مجاورة في البيانات المزيفة، لتبدو وكأن هناك اعترافًا إقليميًا أو دعمًا دوليًا للتحركات التي تقوم بها.
تصريحات سلفاكير الحقيقية تكشف التناقض
آخر تصريحات رسمية لسلفاكير ميارديت تعود إلى 16 يوليو 2025، والتي أكد فيها على متانة العلاقات مع السودان رغم التحديات، مشيرًا إلى إحراز تقدم مستمر في ملفات الحدود والتجارة بين البلدين.
وأضاف الرئيس الجنوب سوداني أن جوبا ستواصل استضافة اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب، مشددًا على أن السودان يمثل أهمية استراتيجية لبلاده.
هذه التصريحات تتناقض تمامًا مع ما يتم تداوله من مزاعم دعم سلفاكير لحكومة موازية في الخرطوم، كما أنها تؤكد التزام جوبا بالحياد الإيجابي والوساطة لا الانحياز لطرف دون آخر.
الموقف الدولي من الأزمة السودانية
الدول الإقليمية والمجتمع الدولي لا تزال تتعامل بحذر مع الأزمة في السودان، حيث ترفض معظم الدول الاعتراف بأي حكومة خارج الأطر الرسمية والمؤسسات الانتقالية المعترف بها دوليًا. كما أن جنوب السودان تُعتبر من الدول المضيفة لمفاوضات السلام السودانية، ما يعني أن أي موقف داعم لأحد أطراف النزاع سيفقدها دور الوسيط، وهو ما لا يتسق مع تصريحاتها الدبلوماسية السابقة.