اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهدت منطقة كرنوي التابعة لولاية شمال دارفور أحداثًا دامية، السبت، عقب اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة بين عشيرتين من قبيلة الزغاوة، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى وحرق قرى بأكملها، في واحدة من أكثر المواجهات الأهلية دموية خلال الأشهر الأخيرة.
خلفية الصراع
وقالت مصادر محلية وشهود عيان لـ'دارفور24″ إن الاشتباكات اندلعت نتيجة خلافات قديمة تفاقمت بعد حادثة اختطاف الزعيم الأهلي الشرتاي آدم صبي، شرتاي عموم دار قلا، في منتصف أغسطس الماضي من منزله ببلدة كرنوي، على يد مجموعة مسلحة، حيث تم اقتياده إلى جهة مجهولة.
وأشارت المصادر إلى أن الاختطاف جاء بعد اتهام الشرتاي بإرسال إحداثيات للطيران المسيّر الذي استهدف اجتماعًا أهليًا بمدينة الطينة الحدودية، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى من أبناء القبيلة.
اجتماع انتهى بالمأساة
وكان الاجتماع المستهدف في مدينة الطينة قد عُقد أصلاً لبحث حلول سلمية لقضية نهب مسلح وقعت عام 2021، وأدت إلى مقتل عدد من أبناء الزغاوة في السودان وتشاد، غير أن اتهامات متبادلة بالتورط والتخابر أعادت إشعال نيران العداء بين بطون القبيلة الواحدة.
الجيش السوداني يتدخل
وقال مصدر عسكري من الجيش السوداني بمدينة الطينة الحدودية، فضّل حجب اسمه، إن قوة من الجيش والقوة المشتركة تحركت إلى كرنوي للفصل بين الطرفين بعد تصاعد أعمال العنف، مضيفًا أن الاشتباكات أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، وحرق قرية تندوباية بالكامل.
وأوضح المصدر أن الأحداث امتدت إلى مناطق أخرى مجاورة، بينها أبو قمرة وأبو ليحة، وشمال غرب كتم، مشيرًا إلى أن القوات العسكرية رفعت حالة الاستعداد القصوى بمدينة الطينة تحسبًا لتجدد القتال داخلها.
خسائر بشرية ومادية فادحة
وأكدت مصادر محلية أن حصيلة القتلى والجرحى تجاوزت 30 شخصًا من الطرفين، تم نقل المصابين منهم إلى مستشفى الطينة الريفي لتلقي العلاج، وسط أوضاع إنسانية حرجة ونقص في الإمدادات الطبية.
كما تحدثت المصادر عن نزوح عشرات الأسر من القرى المحيطة بكرنوي، في ظل استمرار التوتر، وحرق منازل ومزارع، وانقطاع الاتصالات في بعض المناطق بسبب الاشتباكات.
وساطات أهلية وعسكرية
وأفاد أحد القيادات الأهلية بولاية شمال دارفور بأن الإدارات الأهلية لقبيلة الزغاوة بدأت اتصالات مكثفة لإرسال وفود للمنطقة من أجل تهدئة الأوضاع واحتواء الأزمة قبل تفاقمها.
وأوضح أن وفودًا مشتركة من القيادات الأهلية والعسكرية تستعد للوصول إلى كرنوي خلال الساعات القادمة لعقد صلح مبدئي بين الطرفين ووقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الوضع الأمني في المنطقة لا يزال هشًا، وأن احتمال تجدد الاشتباكات قائم في أي لحظة.
كرنوي.. بؤرة جديدة للتوتر في دارفور
تُعد كرنوي من المناطق الحساسة في شمال دارفور نظرًا لقربها من الحدود التشادية، وتاريخها الطويل في النزاعات القبلية حول الأرض والموارد.
ويرى مراقبون أن القتال الأخير يعيد إلى الأذهان موجات العنف الأهلي التي اجتاحت الإقليم خلال السنوات الماضية، خاصة بعد انسحاب بعثة الأمم المتحدة 'يوناميد' وغياب الدور الأمني الفاعل في مناطق النزاع.
تحذيرات من امتداد القتال
وحذر مراقبون محليون من أن استمرار التوتر دون معالجة جذرية قد يؤدي إلى امتداد القتال نحو مناطق أخرى في شمال وغرب دارفور، خاصة مع انتشار السلاح وغياب سلطة الدولة في بعض المناطق الريفية.
كما دعا ناشطون المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لاحتواء الأزمة الإنسانية، وتقديم الدعم للمدنيين المتضررين من الاشتباكات التي تسببت في نزوح مئات الأسر وتدمير ممتلكات واسعة.