اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
تسببت التوترات القبلية المتصاعدة على الشريط الحدودي بين السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى في أزمة رعوية خانقة بعد حرمان آلاف رؤوس الماشية السودانية من الوصول إلى “المصايف” المعتادة داخل أراضي الدولة الجارة، ما أدى إلى تكدس الماشية في محلية أم دافوق بولاية جنوب دارفور وارتفاع حدة النقص في المراعي ومصادر المياه.
تراكم الماشية وضيق المراعي
وقال الراعي حامد الطاهر في حديثه إن الأحداث الأخيرة أجبرت الرعاة على البقاء داخل الحدود السودانية، مشيرًا إلى أن “المرعى أصبح ضيقًا للغاية ولم يعد كافيًا لتغذية هذا العدد الكبير من المواشي التي كانت تجد المأوى والماء في المصايف داخل إفريقيا الوسطى”.
وأضاف أن الوضع الحالي يُنذر بخسائر اقتصادية فادحة نتيجة تراجع الإنتاج الحيواني وارتفاع احتمالات نفوق الماشية بسبب شح الأعلاف والمياه، موضحًا أن الرعاة باتوا يواجهون ظروفًا بيئية صعبة ومعيشية قاسية لم تشهدها المنطقة منذ سنوات, وفقا لـ دارفور 24.
الإدارة الأهلية تدعو للتهدئة
من جانبها، أصدرت الإدارة الأهلية بالمنطقة توجيهات صارمة للرعاة بعدم تجاوز الحدود السودانية حتى انعقاد مؤتمر الصلح المزمع بين القبائل الحدودية هذا الأسبوع في مدينة أم دافوق الأفريقية، مؤكدة أن أي تحرك غير منسق قد يؤدي إلى اشتعال مواجهات جديدة.
وأكد زعماء الإدارات الأهلية أن التعايش السلمي بين المجتمعات الحدودية كان سائدًا لعقود طويلة، لكن التوترات الأخيرة هددت هذا النسيج الاجتماعي بعد اندلاع أعمال عنف بين قبائل من الجانبين بسبب نزاعات على المراعي ومسارات الرعي.
مؤتمر صلح مؤجل لأسباب تنظيمية
وكانت لجنة الوساطة في محلية أم دخن بولاية جنوب دارفور قد أعلنت في وقت سابق عن إقامة مؤتمر صلح أهلي في بلدة أم دافوق الأفريقية بمشاركة ممثلين عن القبائل المتنازعة في جمهورية إفريقيا الوسطى، غير أن المؤتمر تم تأجيله أكثر من مرة بسبب ما وصفته اللجنة بـ”الترتيبات اللوجستية والإجراءات الأمنية”.
وأشارت مصادر داخل اللجنة إلى أن التأجيل جاء بطلب من بعض الأطراف المشاركة لضمان تهيئة مناخ آمن للحوار، وسط جهود إقليمية ودولية مكثفة تهدف إلى إعادة الاستقرار للمنطقة التي تُعد واحدة من أكثر المعابر الحيوية لتجارة المواشي في السودان وغرب إفريقيا.
وفود القبائل تبدأ الوصول إلى موقع الصلح
وأكدت مصادر محلية أن وفد قبيلة التعايشة وصل إلى مدينة أم دافوق السودانية تمهيدًا للمشاركة في المؤتمر، بينما وصلت الأطراف الأخرى إلى مدينة أم دافوق الأفريقية، حيث من المقرر عقد الاجتماع بحضور ممثلين من الحكومة المحلية بجمهورية إفريقيا الوسطى، وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، إضافة إلى القوات الروسية المنتشرة في المنطقة لتأمين الحدود