حصار الفاشر .. 500 يوما من المأساة الإنسانية

متابعات – نبض السودان

تدخل مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، يومها الـ500 تحت حصار خانق تفرضه المليشيا منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. ومع استمرار القتال، تعيش المدينة وضعاً إنسانياً كارثياً مع تدهور الأوضاع الأمنية والخدمية، وسط نزوح جماعي للسكان بلغ أكثر من 600 ألف شخص نصفهم من الأطفال، وفق تقارير منظمات دولية.

حصار خانق وأوضاع متدهورة

منذ بداية الصراع، تحولت الفاشر إلى بؤرة للأحداث الدامية في دارفور، حيث تُحاصر المدينة من جميع الاتجاهات، ويُمنع وصول الإمدادات الغذائية والدوائية إليها. هذا الوضع أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما جعل المستشفيات تعمل بأقل من نصف طاقتها.

نزوح غير مسبوق

تقديرات المنظمة الدولية للهجرة تشير إلى أن ما يزيد عن 600 ألف شخص اضطروا لمغادرة منازلهم في الفاشر ومحيطها هرباً من القصف والمعارك المتواصلة. وتشير الإحصاءات إلى أن نصف النازحين تقريباً من الأطفال، ما يضاعف التحديات الإنسانية ويهدد بجيل كامل من الضحايا في ظل غياب المأوى والخدمات الأساسية.

أزمة غذاء وصحة

تواجه المدينة شحاً حاداً في المواد الغذائية نتيجة إغلاق طرق الإمداد. وتحدثت تقارير إنسانية عن ارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة، مع نفاد معظم المخزون الغذائي. وفي المستشفيات، أصبح الحصول على الدواء أو العلاج أمراً شبه مستحيل، بينما تنتشر الأمراض المعدية في مخيمات النزوح التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

نداءات استغاثة متكررة

أطلقت منظمات الإغاثة والجهات الإنسانية المحلية نداءات عاجلة لفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات إلى الفاشر. إلا أن استمرار القتال في المحورين الشمالي والشرقي للمدينة حال دون وصول الإمدادات الإنسانية، ما يهدد حياة مئات الآلاف من السكان المحاصرين.

تداعيات كارثية

يرى مراقبون أن استمرار الحصار لأكثر من 500 يوم يعكس عجز المجتمع الدولي عن التدخل الفعال لحماية المدنيين. كما يحذر خبراء إنسانيون من أن الأوضاع الحالية قد تقود إلى مجاعة واسعة النطاق إذا لم يتم فتح ممرات إنسانية بشكل عاجل خلال الأسابيع المقبلة.

مستقبل مجهول

مع غياب أي مؤشرات لانفراج قريب في المشهد العسكري والسياسي، تبقى الفاشر مدينة منكوبة، يواجه سكانها الموت البطيء بين القصف والجوع والمرض. ويؤكد ناشطون محليون أن الوضع في المدينة يحتاج إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لإنقاذ من تبقى من الأهالي المحاصرين.