اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أصدرت الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية، الذراع الفني لوزارة المعادن في السودان، بيانًا رسميًا أوضحت فيه تفاصيل جديدة بشأن الانزلاق الأرضي الذي وقع مؤخرًا في قرية ترسين بمنطقة جبل مرة بولاية وسط دارفور، والذي خلف خسائر بشرية ومادية، مؤكدة أن الحادثة جاءت نتيجة لتأثيرات طبيعية وممارسات بشرية ساهمت في تفاقم الوضع.
الأمطار الغزيرة وراء الكارثة
أكدت الهيئة أن الانزلاق الأرضي نتج بشكل مباشر عن هطول أمطار غزيرة في أواخر أغسطس، موضحة أن هذا النوع من الكوارث الجيولوجية يحدث عادة بسبب عوامل طبيعية مثل الأمطار الشديدة، الزلازل، والتغيرات البنيوية في الطبقات الأرضية. وأضافت أن هناك عوامل بشرية لعبت دورًا في تفاقم الخطر، أبرزها التعدين العشوائي، إنشاء الطرق في مناطق غير مستقرة، والزراعة في بيئات جبلية هشة.
تعريف وتصنيف الانزلاقات الأرضية
شرحت الهيئة أن الانزلاق الأرضي يُعرف بأنه “حركة كتلة من التربة أو الصخور أو الحطام على منحدر بفعل الجاذبية”، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة الطبيعية تتنوع تبعًا لطبيعة المادة المنزلقة، حيث تشمل:
كما بيّنت أن تصنيف الانزلاقات يمكن أن يعتمد على سرعتها، حيث توجد انزلاقات بطيئة يمكن مراقبتها والتقليل من مخاطرها عبر التدخلات الهندسية، في مقابل الانزلاقات السريعة التي تُعد أشد خطورة وأكثر تدميرًا، وغالبًا ما تؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
جبل مرة… منطقة نشطة تكتونيًا ومعرضة للخطر
لفتت الهيئة إلى أن جبل مرة يُعد من أكثر المناطق الجيولوجية حساسية في السودان، لوقوعه ضمن نطاق جيولوجي نشط يُعرف بـ Tabesti Shear Zone، وهو نطاق تكتوني يمتد عبر أجزاء من وسط وغرب السودان ويشهد نشاطًا أرضيًا ملحوظًا. وأكدت أن هذا التكوين الجيولوجي جعل المنطقة عرضة للانزلاقات الأرضية بشكل متكرر عبر السنين، خصوصًا خلال مواسم الأمطار الغزيرة.
أهمية التحوط والتخطيط العمراني
وشددت الهيئة على ضرورة أخذ هذه المعطيات بعين الاعتبار في عمليات التخطيط العمراني ومشاريع البنية التحتية بالمنطقة، محذرة من أن تجاهل المخاطر الجيولوجية قد يضاعف من احتمالية وقوع كوارث مشابهة مستقبلًا. كما أوصت بضرورة تعزيز الدراسات الميدانية ورصد النشاط الجيولوجي بشكل دوري، بجانب رفع مستوى الوعي المجتمعي حول المخاطر البيئية.
دعوة لتعزيز الجهود الوقائية
طالبت الهيئة الجهات ذات الصلة، بما فيها الحكومات الولائية ومنظمات المجتمع المدني، بالعمل المشترك على وضع خطط وقائية للتعامل مع الكوارث الطبيعية المحتملة، وتكثيف حملات التوعية في القرى والمناطق الجبلية. وأكدت أن تضافر الجهود بين الدولة والمجتمع المحلي يعد السبيل الأمثل للتقليل من آثار مثل هذه الحوادث.