الأمم المتحدة تعلن مناقشات رسمية مع الجيش لوضع خطة

متابعات- نبض السودان

حذّرت الأمم المتحدة في بيان جديد من تفاقم الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في السودان، مؤكدة بدء مناقشات رسمية مع الجيش السوداني لوضع خطة عمل شاملة لإنهاء ومنع هذه الانتهاكات في ظل تصاعد مستويات العنف واتساع رقعة الأزمة الإنسانية.

أطفال السودان في قلب أخطر بيئة عالمية

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة فانيسا فريزر، إن الأطفال في السودان يواجهون مخاطر غير مسبوقة تشمل العنف الجنسي والاختطاف والتجنيد والاستغلال والقتل والتشويه، مشيرة إلى أن معظم المدارس مغلقة، وأن بعضها تعرض للتدمير أو استُخدم كمواقع عسكرية وإيوائية، مما تسبب في أكبر حالة تعطّل للتعليم في تاريخ البلاد.

انتهاكات واسعة وارتفاع مخيف في حالات القتل والتشويه

وأكدت فريزر أن الأشهر الأخيرة شهدت ارتفاعاً كبيراً في حالات قتل وتشويه الأطفال، يليها تصاعد حوادث الاغتــ صاب والعنف الجنسي والاختطاف، ما يعكس الصورة القاتمة للأزمة التي وصفتها بأنها أكبر أزمة إنسانية وحماية في العالم حالياً.

15 مليون طفل بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة

وكشفت الأمم المتحدة أن 15 مليون طفل سوداني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية فورية، فيما يبلغ عدد المحتاجين للمساعدات على مستوى البلاد 30.4 مليون شخص، بينهم 21.2 مليون فرد يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي.

وأشارت إلى أن المجاعة تأكد انتشارها في الفاشر وكادقلي، وأن آلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في وفيات الأطفال بسبب الجوع وغياب الخدمات الصحية الأساسية.

طرق الهروب تتحول إلى فخاخ خطر للأطفال

وحذرت فريزر من أن الأطفال الفارّين من مناطق العنف عبر طرق غير آمنة يتعرضون لمزيد من الانتهاكات، تشمل العنف الجنسي، الاختطاف، التجنيد، الاحتجاز، المضايقة والنهب، ما يجعل رحلة الهروب أكثر خطورة من البقاء.

تداعيات كارثية على البنية التحتية

وذكرت المعلومات الميدانية أن المستشفيات والمدارس والبنية المدنية الحيوية ما زالت تتعرض للهجمات، مما يزيد من هشاشة الأطفال ويعمّق دائرة الخطر. كما أكدت أن 16.5 مليون طفل خارج المدارس، وهو رقم غير مسبوق يهدد بضياع جيل كامل.

خطط عمل واجبة التنفيذ لحماية الأطفال

وشددت فريزر على ضرورة تعاون جميع أطراف النزاع مع الأمم المتحدة لوضع خطط عمل حقيقية وفعالة لإنهاء الانتهاكات ضد الأطفال. وأكدت أن الأطفال “يستحقون فرصة للنمو والتعلم والازدهار في سلام”، محذّرة من أن مستقبل جيل كامل أصبح الآن على المحك.

إدانة شديدة لسيطرة الدعم السريع على الفاشر

وفي سياق مرتبط، أدانت فريزر ما وصفته بـ السيطرة الوحشية لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر بعد حصار استمر أكثر من 500 يوم، مؤكدة توثيق الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية لجرائم قتل جماعي، وتصفية مرضى، واغتصاب نساء، إضافة إلى منع الوصول الإنساني للمدينة حتى بعد مرور شهر على السيطرة عليها.

وقالت إن استمرار منع الوصول يرجّح وجود محاولات لإخفاء أدلة الانتهاكات التي ارتكبت بحق المدنيين، بمن فيهم الأطفال، مؤكدة أن الوضع في غرب كردفان يواجه مخاطر مماثلة.

دعوة عاجلة لوقف العنف ضد الأطفال

وحثّت الأمم المتحدة جميع الأطراف على وقف الاستهداف المتعمد للأطفال فوراً، بما في ذلك العنف الجنسي، الاختطاف، الاحتجاز، الهجمات على المدارس والمستشفيات، والتهجير القسري الجماعي، معتبرة أن وقف هذه الجرائم ضرورة إنسانية عاجلة وليست خياراً سياسياً.