اخبار السودان
موقع كل يوم -الميادين
نشر بتاريخ: ١١ نيسان ٢٠٢٥
سنتان على حرب السودان: أكبر كارثة جوع في العالم و20 مليوناً بحاجة إلى مساعدة صحية عاجلة
المنظمات الإنسانية تسلط، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، الضوء على الأوضاع في السودان بعد عامين من الحرب، وتحذر من كارثة إنسانية كبيرة، حيث يعاني أكثر من 20 مليون شخص من نقص الرعاية الصحية، وسوء التغذية، وتفشي الأمراض.
مع مرور عامين على بدء الحرب في السودان، عقدت منظمات الأمم المتحدة الانسانية مؤتمراً صحافياً في المقر الأممي في جنيف، قدمت فيه تقارير حول الأوضاع الإنسانية هناك.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنّ 20,3 مليون سوداني، أي أكثر من 40% من السكان، يحتاجون إلى مساعدة صحية عاجلة. وقال ممثل المنظمة في السودان، الدكتور شبل السحباني، إنّ 'النظام الصحي مُدمر'، ممّا 'يحرم الملايين من الرعاية الصحية'، فيما 'تتفشى أمراض متعددة، بما فيها الملاريا وحمى الضنك والحصبة والكوليرا في ثلثي الولايات السودانية الثماني عشرة، ما أودى بحياة 1567 شخصاً'.
وينتشر سوء التغذية على نطاق واسع، حيث يحتاج 3.7 مليون شخص إلى تدخلات غذائية، وفي دارفور، لا يحصل أكثر من 2.5 مليون امرأة وفتاة نازحة على خدمات الصحة الإنجابية الأساسية.
وكشف تقرير منظمة الصحة أنّ الهجمات على مرافق الرعاية الصحية تزايدت خلال الأشهر الـ24 الماضية، وتحققت منظمة الصحة العالمية من 156 هجوماً على المرافق الصحية، مماّ تسبب في 318 حالة وفاة و273 إصابة. كما أدّت هذه الهجمات إلى تعطيل 38% من المستشفايات في ولايات بالكامل، و62% منها تعمل جزئياً.
13 مليون شخص فروا من ديارهم
المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أعلنت أنّ ما يقرب من 13 مليون شخص فروا من ديارهم حتى الآن، مع عبور ما يقرب من 4 ملايين إلى الدول المجاورة، وتحديداً الى مصر وجنوب السودان وتشاد وليبيا وإثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، وصولاً إلى أوغندا.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أولغا سارادو مور، إنّ النزوح استمر في التزايد في السنة الثانية من الصراع، حيث فرّ أكثر من مليون شخص من السودان.
وكشفت أنّ عدداً من النازحين تعرض لعنف جنسي ممنهج وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى مشاهدتهم عمليات قتل جماعي، نصفهم من الأطفال، بينهم آلاف بدون عائلات. ويُعد السودان الآن البلد الذي يضم أكبر عدد من النازحين كلاجئين في أفريقيا.
وأشارت إلى استحالة تأمين الاحتياجات الأساسية بسبب نقص التمويل الذي لا يتعدى 10% مما هو مطلوب، مما يجعل من المستحيل تغطية الاحتياجات الأساسية.
السودان إلى أكبر كارثة جوع في العالم
برنامج الأغذية العالمي دعا إلى توفير وصول عاجل للأغذية المُخزّنة في السودان، بسبب الخوف من قطع الطرقات بسبب اقتراب موسم الأمطار، ما قد يتسبب في المجاعة.
وقالت ليني كينزلي، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في السودان: 'اليوم، لا يستطيع 25 مليون شخص، أو واحد من كل اثنين من السودانيين، توفير الطعام لوجباتهم. لقد حوّلت حربٌ استمرت عامين السودان إلى أكبر كارثة جوع في العالم، والمجاعة آخذة في الانتشار'.
وأضافت: 'مرة أخرى، نجد أنفسنا عند نقطة تحول، فالأمطار التي تبدأ في حزيران/ يونيو ستجعل العديد من الطرق غير سالكة، لذلك، نحن في سباق مع الزمن لوضع المساعدة مسبقاً بالقرب من السكان المحتاجين'.
وشددت على الحاجة إلى أمرين لإيصال المساعدات، الأول، هو القدرة على نقل المساعدات الإنسانية بسرعة إلى حيث تشتد الحاجة إليها، بما في ذلك عبر خطوط المواجهة، وعبر الحدود، وداخل المناطق المتنازع عليها، من دون إجراءات بيروقراطية مطولة أو إجراءات تصاريح، فيما والثاني فهو التمويل، فخلال الأشهر الستة المقبلة 'نحتاج بشكل عاجل إلى 650 مليون دولار لتحقيق هدفنا المتمثل في مساعدة 7 ملايين شخص'.
وإذا لم تتخذ إجراءات سريعاً، يُحذر برنامج الأغذية العالمي من أنّ ملايين الأشخاص المعرضين للخطر قد يُحرمون من المساعدات المنقذة للحياة، مما يُعرّض المكاسب الإنسانية الهشة لخطر جسيم.