اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢١ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في خطوة أثارت موجة ارتياح واسعة في الأوساط السورية، أعلنت وزارة الداخلية السورية إلقاء القبض على وسيم بديع الأسد، ابن عم رئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد عملية أمنية وصفت بـ'المحكمة'، نُفذت في منطقة تلكلخ بمحافظة طرطوس على الحدود مع لبنان.
وسيم الأسد، المعروف بلقب 'بارون المخدرات'، يُعد من أبرز الشخصيات التي ارتبطت بعمليات تصنيع وتهريب المواد المخدرة، لاسيما الكبتاغون، كما يُعتبر من رموز الشبيحة الذين لعبوا دوراً محورياً في قمع الانتفاضة الشعبية عام 2011، بحسب مصادر محلية وتقارير دولية.
صورة تثير البهجة وتُشعل مواقع التواصل
تداول السوريون على نطاق واسع صورة لوسيم الأسد نشرتها وزارة الداخلية وهو يرتدي زي الموقوفين، في مشهد وصفه كثيرون بـ'التاريخي'، نظرًا لما يرمز إليه من سقوط أحد رموز العنف والفساد في البلاد.
الصورة أثارت موجة من البهجة، خاصة في مناطق الساحل السوري التي عانت طويلاً من تغول هذه الشخصيات التي فرضت سطوتها على المدنيين. واعتبر كثيرون اعتقال وسيم الأسد بداية لأمل محتمل في اجتثاث شبكة من المتنفذين تورطوا في تجارة المخدرات وارتكاب انتهاكات ممنهجة ضد السوريين.
تفاصيل العملية الأمنية
في بيان رسمي، أكدت وزارة الداخلية السورية أن جهاز الاستخبارات العامة، بالتعاون مع جهات مختصة، نجح في استدراج وسيم الأسد من لبنان إلى الداخل السوري، حيث تم القبض عليه بكمين وصفته بـ'المحكم'.
وجاء في البيان: 'في إطار عملية أمنية محكمة، تمكن جهاز الاستخبارات العامة بالتعاون مع الجهات المختصة من استدراج المجرم وسيم الأسد إلى الأراضي السورية، حيث تم اعتقاله خلال كمين مُحكم أسفر عن القبض عليه بنجاح'.
رمز للفساد والعنف المنظم
مصادر أهلية في الساحل السوري، حيث ينحدر وسيم الأسد وينشط، أكدت أن اعتقاله يمثل ضربة قوية لما وصفوه بـ'دولة العصابات' التي سادت خلال سنوات حكم النظام السابق. وأشارت إلى أن وسيم كان يُعد من الشخصيات الأكثر كراهية في تلك المناطق، نظراً لتورطه في جرائم خطف وقتل ونهب واغتصاب، بالإضافة إلى نشاطه الكبير في تجارة المخدرات.
كما كشفت المصادر أن وسيم كان مقرباً من بشار وماهر الأسد، وكان يشرف على مراكز تصنيع وتهريب الكبتاغون التابعة لـ'الفرقة الرابعة' في منطقة يعفور بريف دمشق، وهو ما جعله يحظى بحماية واسعة مكنته من الإفلات من المحاسبة طيلة سنوات.
علاقاته بنوّح زعيتر ومشاركته في قمع الاحتجاجات
ارتبط اسم وسيم الأسد باسم نوح زعيتر، تاجر المخدرات اللبناني المعروف، حيث ظهرا معاً في صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، ما عزز فرضية تورطه بشبكات إقليمية لتجارة الكبتاغون.
كما تُتهمه منظمات حقوقية محلية ودولية بالمشاركة الفعلية في عمليات القمع الدموي للاحتجاجات التي اندلعت ضد نظام بشار الأسد عام 2011، حيث لعب دوراً في دعم الأجهزة الأمنية والميليشيات المسلحة الموالية للنظام، بحسب التقارير.
من العقوبات الدولية إلى حياة البذخ
وسيم الأسد مدرج على قوائم العقوبات الدولية كأحد رموز النظام المتورطين في تصنيع وتجارة المخدرات. وتُقدّر تقارير بريطانية أن نظام الأسد كان مسؤولًا عن نحو 80 بالمئة من الإنتاج العالمي للكبتاغون، بإيرادات سنوية تصل إلى 10 مليارات دولار، تُقدر حصة عائلة الأسد منها بحوالي 2.4 مليار دولار.
ورغم الظروف الاقتصادية المتدهورة في البلاد، اعتاد وسيم خلال السنوات الأخيرة على الظهور في مقاطع مصورة، يسخر فيها من اللاجئين السوريين، ويوجه رسائل يطالب فيها الشعب بـ'الصبر'، بينما يستعرض سياراته الفارهة وحياته المترفة، في استفزاز واضح للسوريين.
ارتياح شعبي واسع
نبأ اعتقال وسيم الأسد قوبل بترحيب واسع من قبل السوريين، خاصة في الساحل، الذين لطالما رأوا في وسيم وأمثاله رمزاً للفساد وذراعاً مسلحة لإرهاب الدولة. وانتشرت تعليقات على مواقع التواصل تصف اعتقاله بأنه 'سقوط أحد رؤوس الأفعى'، وتطالب بمحاسبة باقي المتورطين من رموز النظام السابق.
تفعيل العدالة الانتقالية
بالتوازي مع هذا الحدث، واصلت وزارة الداخلية والقوى الأمنية السورية عمليات ملاحقة فلول النظام السابق، بالتعاون مع لجنة العدالة الانتقالية، التي بدأت عملها في توثيق الجرائم والانتهاكات التي طالت المدنيين خلال حقبة النظام السابق.
وقد أكدت الوزارة أن الملفات ستُحال إلى القضاء بشكل عاجل، بهدف كبح موجة الاغتيالات الانتقامية التي طالت شخصيات متورطة بجرائم سابقة في مناطق مختلفة من البلاد.