اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٦ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
زعمت وسائل إعلام عبرية أن مصر شرعت في تنفيذ خطة أمنية واسعة النطاق لتأهيل مئات الفلسطينيين لتولي مسؤوليات أمنية في قطاع غزة، تمهيدًا لمرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، في خطوة تشير إلى تدخل مصري مباشر وممنهج لإعادة ترتيب الأوضاع الأمنية والسياسية في القطاع المحاصر.
خطة مصرية شاملة لما بعد الحرب
بحسب تقرير نشرته مجلة 'إيبوك' الإسرائيلية، فإن القاهرة وضعت خطة شاملة تهدف إلى استعادة الاستقرار والسيطرة على غزة، وهي الخطة التي جاءت بعد تصريحات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي كشف قبل أيام عن وجود تصور مصري مفصل لإدارة شؤون القطاع عقب انتهاء العمليات العسكرية.
وأشار التقرير العبري إلى أن هذه المبادرة المصرية تحظى بدعم عربي ودولي واسع، وتهدف إلى تسليم إدارة غزة بالكامل للسلطة الفلسطينية، تمهيدًا لانطلاق عملية سياسية تُفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حل الدولتين.
تدريب قوات فلسطينية بإشراف مصري
ووفقًا للتقرير، فقد بدأت مصر بالفعل في تدريب مئات العناصر الفلسطينية الذين سيكلفون بتأمين القطاع، على أن يتم نشرهم لاحقًا بعد التوصل إلى اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار.
وأوضحت المصادر أن هذا التحرك يعتمد بشكل أساسي على ضمان التوصل إلى تهدئة دائمة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، ومن ثم تفعيل الخطة الأمنية والإدارية المقترحة من الجانب المصري.
ثلاث مراحل لإعادة السيطرة على القطاع
وتقوم الخطة المصرية على ثلاث مراحل رئيسية، تتماشى مع ما تم إقراره في قمة جامعة الدول العربية الأخيرة، التي انعقدت في مارس الماضي:
المرحلة الأولى: إدارة انتقالية لمدة ستة أشهر
في هذه المرحلة، يتم تشكيل لجنة تكنوقراطية مدنية مستقلة تعمل بإشراف مباشر من الحكومة الفلسطينية، لتسيير شؤون الحياة اليومية في قطاع غزة، وتهيئة الأرضية لإعادة الإعمار.
المرحلة الثانية: إعادة الإعمار وتأهيل البنية التحتية
تمتد من ثلاث إلى خمس سنوات، وتشمل تنفيذ مشاريع ضخمة لإعادة بناء البنية التحتية، وإنشاء مطار دولي وميناء بحري، إضافة إلى تحسين البيئة اللوجستية بما يدعم الاقتصاد المحلي ويُخفف الحصار.
المرحلة الثالثة: ضمان الأمن عبر قوات حفظ سلام دولية
تشير الخطة إلى إمكانية نشر قوات دولية مؤقتة لحفظ السلام، بالتزامن مع تدريب وتجهيز القوات الفلسطينية، لضمان انتقال سلس للمسؤوليات الأمنية داخل القطاع.
مصر تتصدر المشهد وتعلن مسؤوليتها الأمنية
وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قد صرّح رسميًا أن بلاده ستتكفل بتدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدًا لنشرهم في غزة فور انتهاء القتال، وأكد وجود توافق كامل في الرؤى مع السلطة الفلسطينية بخصوص الترتيبات الأمنية والحوكمة.
كما شدد عبد العاطي، في تصريحات سابقة بتاريخ 19 فبراير، على أن القاهرة وضعت تصورًا شاملاً ومتعدد المراحل للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، ويشمل عناصر أمنية واقتصادية وإنسانية.
القاهرة تطلب دعمًا دوليًا
وخلال اتصال هاتفي مع نظيره البلغاري جورج جورجيف، أعرب عبد العاطي عن تطلع مصر إلى دعم المجتمع الدولي، وخصوصًا دول الاتحاد الأوروبي، لتوفير الموارد والضمانات اللازمة لتطبيق هذه الخطة على الأرض.
ويأتي هذا الموقف المصري ليؤكد أن القاهرة لا تسعى فقط للعب دور الوسيط، بل تطمح إلى أن تكون شريكًا أساسيًا في إعادة صياغة مستقبل غزة وضمان استقرارها الأمني والسياسي.