اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
طوّر باحثون من جامعة كيس ويسترن ريزيرف الأمريكية نوعاً مبتكراً من البلاستيك الإلكتروني يتمتع بخواص فريدة تجمع بين المرونة العالية والاستدامة البيئية، ما يفتح آفاقاً واسعة في استخدامه في الإلكترونيات القابلة للارتداء، وأجهزة الاستشعار الطبية، وتطبيقات الواقع الافتراضي.
بلاستيك إلكتروني صديق للبيئة
بحسب ما نُشر في دورية ساينس، يتميز البوليمر الجديد بخاصية التحلل السريع، ما يجعله غير ملوث للبيئة على عكس البلاستيك الإلكتروني التقليدي الذي يحتوي عادةً على عناصر يصعب تفكيكها طبيعياً، مثل 'الفلورين'، الذي يُصنف من المواد الكيميائية الأبدية.
ويسعى الباحثون إلى تقديم هذا البوليمر كبديلٍ آمن ومستدام في صناعة الإلكترونيات الحديثة، خصوصاً تلك التي تتطلب تواصلاً مباشراً مع جسم الإنسان مثل أجهزة قياس الضغط والنبض، أو تلك المستخدمة على أسطح متغيرة مثل الشاشات القابلة للطي.
مرونة ميكانيكية وكفاءة إلكترونية
يمتاز هذا البوليمر بقدرته على تعديل خواصه الإلكترونية، مثل التشغيل والإيقاف، دون التأثير على مرونته أو خصائصه الميكانيكية، مما يجعله مناسباً لتصنيع مكونات إلكترونية دقيقة في أجهزة خفيفة الوزن يمكن ارتداؤها أو تثبيتها على الجسم.
وبالمقارنة مع البوليمرات التقليدية، يوفر البلاستيك الإلكتروني الجديد أداءً متطوراً دون الإضرار بالبيئة أو التسبب في تراكم ملوثات كيميائية خطيرة.
استخدامات واعدة في الطب والواقع المعزز
الفريق البحثي أشار إلى أن المادة أظهرت أداءً واعداً في تطبيقات متعلقة بأجهزة الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء، والموجات فوق الصوتية، ونظارات الواقع المعزز والافتراضي، وهي مجالات تتطلب توافقاً حيوياً مع الجسم البشري، ومرونة كافية لملاءمة الاستخدامات الطبية الدقيقة.
ويُتوقَّع أن تُحدِث هذه المادة تحوّلاً جذرياً في تصميم الأجهزة الطبية الذكية والمستشعرات الحيوية، حيث تُستخدم غالباً في مناطق حساسة من جسم الإنسان، ما يستدعي استخدام مواد آمنة ومرنة وغير مهيّجة.
نحو إنتاج مستقبلي واسع النطاق
حتى الآن، لا تزال المادة في طور الاختبار، ويتم إنتاجها بكميات محدودة لتقييم أدائها الميكانيكي والكهربائي. لكن النتائج الأولية أظهرت استقراراً واعداً وقدرة على التفاعل مع البيئات الحيوية المختلفة، ما يبشّر بإمكانية تصنيعها بكميات صناعية مستقبلًا.
يأمل الباحثون في أن تُساهم هذه الخطوة في الحد من التلوث البلاستيكي العالمي، وتوفير حلول عملية للإلكترونيات الصديقة للبيئة، لتصبح الأجهزة الذكية المستقبلية أكثر أماناً على الكوكب وسكانه.