اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في تطور مفاجئ وغير متوقع، انهار الاجتماع الرباعي المرتقب حول الأزمة السودانية قبل ساعات فقط من انعقاده، إثر تصاعد الخلافات بين الدول المشاركة، ما أدى إلى إلغائه بالكامل دون تحديد موعد بديل، وسط حالة من القلق الدولي والإقليمي من تداعيات تعثر المسار السياسي بشأن السودان.
الإمارات تصر على 'تأسيس'.. ومصر تدعم الجيش
أفادت مصادر دبلوماسية مطلعة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمسكت بشدة بضرورة إشراك 'الحكومة الموازية' التي أعلن عنها تحالف 'تأسيس' مؤخرًا، وهو ما رفضته بقية أطراف الاجتماع، معتبرين هذا المطلب محاولة لمنح شرعية سياسية لكيانات غير متفق عليها.
وفي المقابل، أصرت مصر على موقفها الثابت الداعم للقوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بينما حافظت الإمارات على دعمها العلني لقوات الدعم السريع، الأمر الذي عمّق فجوة الخلاف بين الطرفين، وأفشل محاولات التوفيق في اللحظات الأخيرة.
خلاف على مستوى التمثيل الدبلوماسي
الخلاف لم يتوقف عند مستوى الدعم السياسي للأطراف السودانية المتنازعة، بل اتسع ليشمل مسألة مستوى التمثيل الدبلوماسي في الاجتماع. فقد طالبت الإمارات بخفض مستوى المشاركة من وزراء الخارجية إلى مسؤولين أدنى رتبة، وهو ما أحرج بعض الدول المشاركة، وعرقل عملية التنسيق اللوجستي والدبلوماسي، مما أضاف عقبة جديدة في طريق الاجتماع.
غياب أطراف النزاع يزيد الانتقادات
الصحفية هبة القدسي، المقرّبة من دوائر صنع القرار في واشنطن، كشفت عن أن غياب الطرفين الأساسيين في النزاع — الجيش السوداني وقوات الدعم السريع — بالإضافة إلى استبعاد القوى المدنية والنشطاء السياسيين من الاجتماع، أثار موجة انتقادات داخل الإدارة الأميركية، وطرح علامات استفهام كبيرة حول جدوى الاجتماع من الأساس.
وقالت القدسي إن تغييب الفاعلين على الأرض يفرغ أي مساعٍ سياسية من مضمونها، وهو ما يثير الشكوك حول النوايا الحقيقية خلف التحرك الرباعي.
انقسام داخل واشنطن حول السودان
وفي سياق موازٍ، كشفت القدسي عن وجود انقسام داخل الإدارة الأميركية بشأن كيفية التعامل مع الأزمة السودانية. ففي حين يرى فريق أن التعامل يجب أن يقتصر على الدول الإقليمية الفاعلة مثل مصر، السعودية، والإمارات، يرى فريق آخر ضرورة توسيع قاعدة الحوار لتشمل الاتحاد الإفريقي، الاتحاد الأوروبي، والنرويج والسويد، بهدف خلق ضغوط دولية شاملة تدفع نحو تسوية متوازنة ومستدامة.
هذا الانقسام الأميركي انعكس بدوره على تحضيرات الاجتماع الرباعي، وأسهم في تفتيت الموقف السياسي وغياب التنسيق الموحد بين الأطراف المعنية.
غموض في الرؤية وتجميد للمبادرة
في نهاية المطاف، أدى غياب التوافق السياسي والدبلوماسي، وتصاعد التباينات بين الدول الأربع، إلى قرار إلغاء الاجتماع دون الإعلان عن موعد بديل أو جدول زمني واضح لاستئناف المحادثات. وبذلك، دخل المسار الرباعي حالة من الجمود، ما يُنذر بتعقيد أكبر في المشهد السوداني.
وتثير هذه التطورات المخاوف من ضياع المزيد من الفرص لإنهاء الحرب المتصاعدة في السودان، خصوصًا في ظل غياب مبادرات جادة تتعامل بجدية مع جوهر الأزمة وطبيعة الأطراف المتصارعة.